نجم الدين دريسة
تحالف السودان التأسيسي يمثل تكتل سياسي عريض يمثل أصحاب المصلحة الحقيقيين والواقفين علي الرصيف لقرن من الزمان وهو تجمع مدني سياسي إجتماعي ناهض يسعي لارساء دعائم المشروع المدني في السودان وإعلاء قيم مصالح المجتمع من خلال رؤي واطروحات وبرامج تعبر عن تطلعات واشواق الشعب السوداني وفقا لقواعد سياسية واجتماعية متفق ومتراضي عليها ويؤسس لمبادئ وقيم إنسانية نبيلة تتسامي علي الفردانية والمنافع الذاتية لاسيما وان بلادنا في حوجة ماسة لخلق عقد إجتماعي جديد وبناء ونشوء الدولة السودانية علي أساس المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات .. الأمر الذي يجعل التحالف بعيد المدي غايته النضال والكفاح المستمر من أجل الانعتاق من الاخفاقات التي لازمت الانظمة السياسية التي تعاقبت علي سدة الحكم في السودان علاوة علي معالجة الاختلالات التاريخية التي جعلت من السودان دولة مدمنة للفشل بسبب الحكومات المركزية القابضة والخانقة والباطشة بشعوبها وبالتالي تصير عمليات الحشد والتعبئة غاية في الأهمية لإنهاء الدولة الموروثة عن المستعمر لصالح الشعب السوداني قاطبة خاصة وان بلادنا تزخر بموارد ومقدرات هائلة لكن فشلت الانظمة المتعاقبة علي سدة الحكم في استغلالها وتوظيفها لصالح حتي صرنا نوصف بالدولة المصابة بلعنة الموارد علاوة علي تنوع ثقافي واثني ثر كان ينبغي أن يكون من عوامل قوة الدولة ولكننا عجزنا تماما في إدارته بالشكل الذي يجعلنا في مصاف الشعوب والامم .
تأسيس تحالف واسع ضم كتل سياسية وأحزب وحركات تحرر وطني ومنظمات مجتمع مدني وقوي ثورية ومجتمعية تشمل لجان المقاومة المدنية والادارات الاهلية والمرأة والشباب والفئات والرحل والمزراعين والاتحادات المهنية وأصحاب وسيدات الأعمال وابرز هذه الأجسام حزب الامة القومي والحركة الشعبية بقيادة عبداللعزيز الحلو وتحالف القوي المدنية المتحدة والجبهة الثورية وبالطبع يعد من أكبر التجمعات في تاريخ السودان الحديث الامر يستدعي العمل ان يعمل التحالف بذهنية تتجاوز التحالفات التاريخية الوغلة في التمركز وخلق هياكل فدرالية حقيقة تشريعية وتنفيذية وفقا لمعايير تراعي الكفاءة السياسية والعلمية والمنهية لديها القدرو علي الإضطلاع بالمهام والمسؤوليات الخاصة د بوضع الخطط والبرامج المرحلية والاستراتيجية وتنفيذها بغية الوصول للاهداف الكلية للتحالف وبناء هياكل تنظيمي قاعدية لتأسيس في الولايات والمحليات والوحدات الأصغر حتي تتجاوز الابنية الفوقية التي كانت السمة اللازمة لكل التحالفات التاريخية في السودان مع الاهتمام بالتدريب المستمر الالتزام بالانظمة الاساسية والدساتير لخلق تحالف سياسي متكافئ ومستقر يعالج أسباب فشل التحالفات السابقة والاخفاقات التي صاحبتها علاوة علي تفعيل وتوسيع المشاركة لتشمل كل قطاعات الشعب والمجتمع وفقا لمعايير تراعي الثقل السكاني والكفاءة وإعداد انظمة ولوائح داخلية رصينة تحكم العمل الإداري والتنظيمي وتأسيس خطاب سياسي مرتبط بالجماهير وقضاياهم الملحة وتصريف الخطاب الإعلامي بشكل فاعل ومؤثر ويجب أن يكون التخطيط منطلق من مبدأ نجاح الكل …كل الوطن وليس لجهة دون أخري .
مؤكد ان يميز مشروع تأسيس ليس فقط الشمول والاحاطة في الرؤية لكن إحتواءه علي أكبر كتلة شعبية في تاريخ التحالفات السودانية التي ظلتةمتمرسة خلف عقلية الافندي والحالة الصفوية الامر الذي ربما يصنع لتأسيس فرص اوسع في المساهمة الفاعلة في معالجة الأزمة السياسية في السودان رغم التحديات الكبيرة التي افرزتها حرب الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣م التي عمقت الانقسام المجتمعي وقادت الي استقطاب اثني حاد والمؤسف ان قوي الردة لا زالت تبذل جهودا كبيرة لوضع العراقيل أمام التغيير والإصلاح لاستمرار الوضع علي ما هو عليه بكل الوسائل التي ظلت تستخدمها علي مدي سبعة عقود في تغبيش الوعي وخلق الفتن والنزاعات ولكن تظل الفرض أكبر في النهوض بالسودان والهجرة نحو مستقبل افضل خاصة وان التحالف يتكئ علي رصيد جماهيري عريض ويقدم أطروحات غير مسبوقة في علاقة الدين بالدولة واللامركزية والتأكيد علي السلام في مقابل مجموعة اختطفت السلطة وظلت تمارس كل أشكال والإرهاب والبطش والتنكيل بالمواطنين وتسعي لتبرير كل هذا النزق من خلال آله إعلامية ظلت تعمل علي غسل الادمغة وتغبيش الوعي عبر بث الأكاذيب وشيطنة الآخرين ... وتوظيف كل دول محور الشر لخدمة لهذا المشروع الاحادي المتطرف ولكن تظل فرص تحالف السودان التأسيسي الأوفر حظا لطالما ان وضع علي قائمة أولوياته صنع السلام وحماية المدنيين والعمل علي توفير الخدمات الأساسية وانسياب المساعدات الإنسانية ومنع السودان من مغبة الانزلاق في مهاوي التفكيك والتقسيم والتشظي وخلق منصة للانعتاق من الانظمة القمعية والانطلاق نحو مستقبل تسودة قيم الحرية والسلام والعدالة والكرامة والعيش الكريم.
تحالف السودان التأسيسي
من أجل وطن يسع الجميع
٦أبريل ٢٠٢٥م