قبل أكثر من عشرين يوماً كنت مدعوة لإفطار رمضاني بمدينة أمدرمان ، الإفطار أمه السيد الفريق عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة ، ونائبه حميدتي و غالبية أعضاء مجلس السيادة و مدير جهاز المخابرات و عدد كبير من القيادات في الحكومة الإنتقالية و لجنة إزالة التمكين .
عقب الإفطار والصلاة قلت لمرافقي إن الجو ساخن في الباحة الخارجية للإفطار لذلك سأهرب إلى مكيف السيارة و أكتب في تلك الأثناء مقالي اليومي للصحيفة ريثما ينصرف الضيوف و يغادر معي مرافقي .
جلست في السيارة و بدأت في كتابة مقالي ، فجاءني مرافقي وهو يقول لي أن البرهان يطلب لقائي ..، أغلقت باب السيارة وغادرت إلى حيث يوجد الفريق البرهان والذي طلب مني الجلوس في مقعد إلى جواره فكان هذا الحوار :
البرهان : أزيك كيف الحال ؟
أنا : بخيرالحمدلله
البرهان : الصحافة لها دور كبير و عظيم و ينبغي أن نعمل جميعاً من أجل وحدة هذا الوطن .
أنا : هذا كلام صحيح أنا شخصياً لا أنتمي إلى أي حزب أو تنظيم سياسي إنتمائي و ولائي لوطني ، السودان عندي أولاً ، ولكن ما الذي تفعلونه أنتم …؟
البرهان : نحن نعمل ونقوم بالكثير من الجهد ولكن أنتم كصحافة ينبغي أن تقوموا بدور كبير في محاربة خطاب الكراهية والعنصرية والعمل على وحدة هذا الوطن
أنا : ماذا نقول للناس وقد ذاقوا الأمرّين ..!! هل تعلم أن المواطنين يشترون برميل المياه بمبلغ أثنين مليون و نص ..؟؟ هل تعلم أن الشعب يعاني..!! هل تعلم أن بعض المواطنين أصبحوا يبكون على الكيزان…!!
البرهان : الظروف صعبة نعم لذلك يجب أن نعمل جميعاً لأجل التنمية والاستقرار.
في تلك اللحظات قطع حديثنا وجدي صالح ( صامولة صامولة ) ، وهو يصافح البرهان و يستدرك معه بعض الحديث ..!!
لم أصافح صامولة ولم أشارك في حديثه مع البرهان . و لكني قلت للبرهان أن هذا الرجل و صلاح مناع و لجنتهم الكارثية قد إرتكبوا الكثير من الأخطاء و زجوا بكثير من الأبرياء من أبناء وبنات الوطن الصالحات في صراع غير عادل و ألقوا بهم إلى قارعة الطريق .
ثم أضفت قائلة أن الكثير من البيوت في السودان ترفع يديها في هذا الشهر الكريم ( شهر رمضان) و تدعو عليكم ، لأن هنالك ظلم و وجع في تلك البيوت بسبب هذه اللجنة الظالم أهلها .
توقعت أن يعترض البرهان على حديثي ولكنه فاجأني بالقول بأن الأستاذ نبيل أديب المحامي و معه أحد القضاة قد زاروه بمكتبه و أوضحا له حجم الظلم الذي وقع على قضاة و وكلاء نيابة كانوا في خط الثورة الأول . أجبته نعم الشرفاء كثر ويكفي أن كشف وكلاء النيابة حوى اسم أحمد سليمان العوض وهو وكيل نيابة غسل الأموال ولا نشهد له إلا بالاستقامة والتفاني و النزاهة .
البرهان : ستكونهنالكمعالجات
أنا : الشارع يتحدث عن بيعكم الفشقة للإمارات و أنت مسافر بكرة ..؟ أنت مسافر ليه …؟؟
خارج السور :
ماكنت أنوي الحديث عن لقائي ذاك مع الفريق البرهان والذي إمتد لأكثر من ٣٥ دقيقة ولكن كثرة الحديث عن المبادرة الإماراتية هو مادفعني للكتابة عن ما سمعته من فم الرجل مباشرةً.
نتابع