إنتقاد اي خطوة للحوار او حتى السلام من أي شخص أو حزب أو كيان هو كالمثل الشعبي ” الكديسة لما ما لحقت اللبن قالت عفن” ، أي هي الأنا المسيطرة على الشخصية الحزبية السودانية السياسية و هؤلاء هم سبب تخلفنا من ركب دول الحضارة الحديثة ، من ينتقد سلام جوبا من حيث المبدأ غير آبه بالتصحيح في نقاط وثيقة الإتفاق فهو “حاقد” على الخطوة من الأساس لأنه ليس طرفا مشارك فيه و هذا شئ مؤسف و معلوم.
“خير الناس من لم تجربه” من ينتقدون إتفاق جوبا للسلام الذي ناقش جذور الأزمة هم تم تجريبهم في الساحة السياسية و جلسوا على كراسي السلطة و فشلوا أيما فشل برغم توفير كل الممكن و بعض المستحيل ، ذاكرة الشعب السوداني لا تنسى من بدلوا مبادئهم و بدلوا وعدهم لأجل سيارة فاخرة و مكتب وسيع و كارفتات باهظة الثمن ، يتذكر الشعب كل شئ ، السلام ليس المقصود به فقط سلام البندقية و لا الكاكي ، سلام جوبا في الأساس مجتمعي يراد به بداية سودان جديد تحفظ فيه العدالة و الحرية بغير وصايا و لا تعالي موروث اقعد الدولة السودانية منذ الاستقلال.
من ينتقدون إتفاق جوبا التاريخي و في الظرف الصعب هم من يحرضون لوقف تنفيذه أي يعملون “ان غلبك سدها وسع قدها” ، هو سلوك الضعيف الذي لا يملك مشروع حزبي و لا برنامج وطني لكي يطرحه في الساحة السياسية لا يملك سوى الانتقاد السلبي الداعي للرجوع إلى “فاشية النخب” و هيهات ان يحصل هذا بعد الوعي السياسي و الشعبي الكبيران ، أعداء النجاح يستهدفون النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو رجل السلام لقيادتة التفاوض بوضوح و شفافية يتخذ من مصلحة السودان أولوية ضاربا بعرض الحائط اي أجندة حزبية أو سياسية لفئة معينه لهذا يستهدفونه دون هواده لإفشال السلام و إضعاف الدولة.
يعلم الشعب السوداني ماذا يفعل حميدتي و تضحياته الجسام في المرحلة التاريخية التي تمر بها البلاد ، لذلك لا غرابة ان نجد شعبيته الصارخة في اي مكان يذهب إليه حتى في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان الشقيق ، هؤلاء المنتقدون الفاشلون لو كانوا يحفظون المثل “الدنيا مابتدوم زى الزيق الفى الهدوم” ، لإنخرطوا مع الجميع في بناء السودان و شاركوا و لو بوضع طوبه ، لكن لن يفعلوا …فشل و حسادة و حاجات تانية.
السلام سمح …شكرا حميدتي
5 أكتوبر 2020