احتشد الآلاف من السودانيين في ساحة الحرية بالخرطوم للاحتفال بالسلام و إستقبال أطراف العملية السلمية العائدين إلى الخرطوم بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان و برعاية رئيسها سلفاكير ميارديت ، مثلت الحشود مشهد لا يتكرر كثيرا من ضخامة الحضور و الذي كان استفتاء حقيقي للتأييد الشعبي للسلام و نبذ الحرب.
خاطب النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” الاحتفالات و حيا تضحيات النساء والرجال والأطفال والنازحين واللاجئين الذين عانوا من ويلات الحرب اللعينة التي شهدتها البلاد طوال العقود الماضية و طي صفحة سوداء من المآسي والأوجاع حملت فيه البندقية ضد بعضنا البعض وتقاتلنا وتخاصمنا وتشرد الآباء و الأبناء ، و ان هذه الدائرة الشريرة يجب أن تتوقف وإلى الأبد لأن المنتصر في هذه الحرب خسران.
و أكد الفريق أول دقلو لقد تعلمنا من هذا الدرس القاسي ومثلما اختلفنا كأبناء لهذا البلد الشامخ نتفق اليوم كإخوة من رحم هذا الشعب العظيم إن السلام الذي تحقق بإرادة صادقة ونوايا خالصة يحق لنا أن نفرح به طالما أنه أسكت أصوات البنادق لكي نحول ثمن الرصاصة إلى طباشيرة نُعلّم بها أجيالنا كيفية الحفاظ على وحدة بلادهم.
من أهم النقاط التي ذكرها النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي أن اتفاقية السلام لن تكون خصماً على أحد كما يروج البعض بل هو محاولة لترميم وبناء الدولة السودانية على أسس عادلة تمنح الآخرين حقهم في أن يعيشوا كرماء، و قال إنه لا يرى أي مبرر موضوعي أو عمل سياسي محترم يمجد الحرب و يقلل من فرص السلام الذي تحقق بفضل هذا الاتفاق الذي بين أيدينا والذي نعمل على إنزاله على أرض الواقع بنداً بنداً، و طالب أن ينظر الناس إلى هذا الاتفاق بعين واحدة، و أن ننظر إلى ما حققناه بعين الرضا وصولاً إلى سلام دائم وشامل مع كل الأطراف لا يقصي أحداً ولا ينكر حق أحد.
و جدد الفريق أول محمد حمدان دقلو الدعوة للأخوين عبدالعزيز الحلو وعبدالواحد محمد نور للانضمام للسلام حتى ينعم كل الوطن بسلام شامل، كما شكر دولة جنوب السودان حكومة وشعباً بقيادة فخامة الرئيس سلفاكير ميارديت وأعضاء حكومته و للمستشار توت قلواك وفريق الوساطة.
في ختام خطابه دعا النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو إلى ضرورة الصبر والالتزام والتعاون على تنفيذ هذا الاتفاق لأن التحديات أمامنا كثيرة، والطريق أمامنا طويلة ومليئة بالصعاب والمتاريس و أكد أنهم قادرون بالإرادة والعزم أن نتجاوز العثرات كافة وصولاً إلى سلام شامل ومستدام و يجب أن نعمل معاً لبناء السودان الذي تحلم به أجيالنا ، سودان موحد وقوي ومعافى من أمراض الكراهية والجهوية.. نحترم تنوعنا.. نختلف بوعي واحترام.
شارك هذا التقرير على