تبادل الرئيس الأميركي الجمهوري دونالد ترامب (74 عاما) ومنافسه الديمقراطي جو بايدن (77 عاما) خلال أول مناظرة تلفزيونية بينهما مساء الثلاثاء الاتهامات الشخصية، وسط أجواء محمومة سادها توتر شديد ومقاطعة أحدهما للآخر.
وشهدت المناظرة سجالات محتدمة بشأن قضايا عدة تخص تعامل الرئيس الأميركي مع جائحة كورونا وسجله الضريبي وترشيحه قاضية في المحكمة العليا.
ومنذ الدقائق الأولى للمناظرة بدا التوتر واضحاً، إذ قاطع الرجلان بعضهما البعض بشكل متكرّر، مما دفع بنائب الرئيس السابق باراك أوباما إلى مخاطبة ترامب قائلاً له “هلا تخرس يا رجل”.
كما نعت المرشّح الديمقراطي الرئيس الجمهوري الساعي للفوز بولاية ثانية بأنّه “كذّاب” و”مهرّج”.
وقال بايدن عن منافسه في استحقاق الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل إنّ “كلّ ما يقوله حتى الآن كذب. أنا لست هنا لأبرهن أكاذيبه. الكلّ يعلم أنّه كذّاب”.
وأضاف “من الصعب أن يحظى المرء بفرصة لقول كلمة واحدة بوجود هذا المهرج، عفواً هذا الشخص”. وتابع “أنت أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة”.
بدوره اتّهم ترامب منافسه الديمقراطي بالافتقار إلى الذكاء وبأنّه دمية في يد “اليسار الراديكالي”. وقال ترامب مخاطباً نائب الرئيس السابق “أنت لا تمتّ إلى الذكاء بصلة. جو، 47 عاماً ولم تفعل شيئا”.
وقد تبادل المرشّحان هذه النعوت على مرأى من عشرات ملايين الأميركيين الذين تابعوا هذه المناظرة على شاشات تلفزيوناتهم قبل 35 يوماً من الاستحقاق الرئاسي.
ووفقاً للبروتوكول الصحي المتّبع بسبب كوفيد-19، استهلت المناظرة من دون أن يتصافح الرجلان السبعينيان عند وصولهما إلى المنصّة، بل توجه كل منهما إلى مكانه.
واستهلت المناظرة بدفاع الرئيس الجمهوري عن قراره المثير للجدل بترشيح قاضية محافظة للمحكمة العليا قبل أسابيع قليلة من الانتخابات. وقال ترامب وقد وضع ربطة عنق مخططة حمراء داكنة “لقد فزنا في انتخابات 2016 ولنا الحقّ في ذلك”.
وسارع المرشح الديمقراطي بالرد وقد وضع ربطة عنق رفيعة بخطوط سوداء وبيضاء “علينا الانتظار حتى نرى نتيجة هذه الانتخابات”.
وانطلقت المناظرة على مرأى من جمهور صغير كان في عداده زوجتا المرشّحين ميلانيا ترامب وجيل بايدن وقد وضعتا كمامات.
وسعى بايدن، الذي يتصدّر استطلاعات الرأي، إلى ربط ترامب بشكل مباشر بجائحة كوفيد-19 التي أودت بأرواح أكثر من 200 ألف شخص في الولايات المتحدة، البلد الأكثر تسجيلاً للوفيات الناجمة عن الجائحة في العالم أجمع.
وقال المرشح الديمقراطي مخاطباً الناخبين الأميركيين “كم منكم استيقظ هذا الصباح وكان لديه كرسي فارغ على طاولة المطبخ لأنّ أحدهم مات بسبب كوفيد-19؟”.
واستهزأ بايدن بترامب غامزاً بأحد أكثر تصريحاته شهرة بقوله “ربّما يمكنك حقن مبيّض الملابس في ذراعك وهذا كفيل بالعلاج” من فيروس كورونا.
واتهم ترامب منافسه الديمقراطي بالسعي إلى إغلاق البلاد بسبب كورونا، بينما حافظ هو على الانتعاش الاقتصادي.
من جهته، أكد بايدن ضرورة تأجيل تعيين قاضية في المحكمة العليا إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية، لكن ترامب رفض ذلك ودافع عن حقه في تعيين خليفة للقاضية الراحلة روث بادر غينسبورغ.
وبشأن سجله الضريبي، قال ترامب إنه يدفع ملايين الدولارات كضريبة دخل، أما بايدن فقال إن ترامب استغل قانون الضرائب لصالحه وإنه سيلغي قانون الاستقطاعات الضريبية حال فوزه.
وقد تبادلت حملتا ترامب وبايدن الثلاثاء الاتهامات، وذلك قبيل موعد أول مناظرة تلفزيونية لهما. وقال فريق ترامب إن حملة بايدن نكثت باتفاق ينص على خضوع المرشحين قبل المناظرة لتفتيش للتثبت من عدم حيازتهما سماعات إلكترونية، وطالبت بفواصل عدة خلال المناظرة.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن نائبة مدير حملة بايدن قولها في مؤتمر هاتفي “بالطبع لن يضع سماعة أذن، لم نطالب أبدا بفواصل”.
وردت بيدنغفيلد بالقول “إن كنا سننجر إلى هذه اللعبة، أتعلمون أن فريق ترامب طلب من (مقدّم المناظرة) كريس والاس عدم الإتيان على ذكر حصيلة وفيات كوفيد-19 ولو مرة واحدة في المناظرة”.
وقالت “يمكنكم اعتبار ذلك تأكيدا من جانب حملة بايدن”، وأضافت “أرأيتم كم يسهل طرح ما يشتت الانتباه؟”.
ونفى تيم مارتو المتحدث باسم حملة ترامب التقدم بأي طلب من هذا النوع من مضيف شبكة فوكس الإخبارية الذي سيدير المناظرة. وتابع في بيان “هذا كذب، هذا الأمر لم يحصل على الإطلاق”، مضيفا “إنها قمة التسييس لأزمة تطال الصحة العامة”.
وأشار إلى أن “بايدن يحاول صرف الأنظار عن عدم التزامه بالخضوع لتفتيش للكشف عن وجود سماعات أذن، أو بالخضوع لفحص للكشف عن منشطات، وعن احتياجه فواصل عدة خلال مناظرة مدتها 90 دقيقة”.
ولطالما اعتبر ترامب أن خصمه الديمقراطي يعاني الخرف، ولمح مؤخرا إلى تعاطيه منشطات، مطالبا بإخضاعه لفحص للكشف عنها، وهو طلب سخر منه بايدن.