الغاء اتفاقيات شرق السودان….بين خيانة العهود وإشعال الفتن
يبدو أن النخب العسكرية تحن الي أخطاء الماضي و تعاطي الفشل ، أقدمت “الحكومة السودانية” المزعومة على خطوة مثيرة للجدل بإلغاء مشاريع تنموية حيوية في شرق السودان، مما يعكس تكراراً لمتلازمة نقض العهود التي لطالما أرهقت البلاد و الغت بها في غيابة الحروب والصراعات .
هذا العبث يعيدنا إلى زمن الراحل نميري، الذي خرق اتفاقية أديس أبابا في السبعينيات، مما أدى إلى اندلاع الحركة الشعبية في الجنوب.
واليوم، نجد أنفسنا أمام نسخة جديدة من تلك الخطيئة، ولكن هذه المرة في الشرق.
وزارة المالية الاتحادية، عبر خطاب صادر بتاريخ 13 مارس 2025، أعلنت إلغاء مشاريع طرق استراتيجية مثل طريق طوكر قرورة وطريق القضارف سمسم أم الخير، بحجة واهية تتعلق بتراكم الديون.
هذه المشاريع، التي بلغت نسبة إنجازها 63٪، كانت تمثل شريان حياة للمناطق الحدودية المعزولة، وربطها بالطرق القومية.
ومع ذلك، تم إيقافها دون اعتبار لأهميتها الاقتصادية والاستراتيجية.
الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فقد أوقفت الوزارة أيضاً تمويل مشاريع زراعية وكهربائية حيوية في الشرق، مما يعكس سياسة ممنهجة لتهميش الإقليم.
والأدهى أن هذه القرارات تأتي من موقعي اتفاقية جوبا، التي كان من المفترض أن تعالج قضايا التهميش، لكنها بدلاً من ذلك أصبحت أداة لتكريس الظلم.
السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يُستثنى الشرق من التنمية؟ ولماذا تُستخدم مؤسسات الدولة كأداة لتصفية الحسابات السياسية؟ هذه الخطابات المستفزة، التي تحمل توقيع وكيل التخطيط الاقتصادي المنتمي لحركة جبريل الذي لم يترك منصباً في الوزارة الا احتكره لأهل بيته و اقرباءه و بني قبيلته في تمكين عنصري منقطع النظير ، تعكس هذه التخرصات غياب الحس السياسي والأمني، وتفتح الباب أمام مزيد من الاحتقان في #الشرق .
الشرق، الذي لم يتلق سوى 24٪ من المبلغ المتفق عليه في اتفاقية أسمرا، يجد نفسه الآن أمام محاولة مكشوفة لإلغاء الاتفاقية واستبدالها بمسار جوبا، الذي لم يجلب سوى الفتن والانقسامات. هذه السياسات التعسفية لن تمر مرور الكرام، وستواجه بمقاومة شرسة من مختلف مكونات الشعب السوداني.
في ظل هذا التصعيد، يبقى السؤال: أين الحكمة والكياسة في إشعال جراح سياسية غائرة؟
وكيف يمكن لحكومة تعاني من أزمات متفاقمة أن تتحمل تبعات هذه القرارات الكارثية؟
الإجابة واضحة: هذه الخطوات ليست سوى مناورة سياسية مكشوفة، ستؤدي إلى مزيد من العزلة والتعنت، وستظل وصمة عار في تاريخ هؤلاء المرتزقة شفشافة المناصب .
#معركة_الوعي_السياسي
#من_اين_جاء_هؤلاء
#الانهيار_الاقتصادي