لندن: الأربعاء 2024/10/23م
برزت الخلافات في تحالف الحركات المسلحة والإسلاميين داخل الجيش السوداني، لأن الطرفين لديهما مصلحة في الاستيلاء على السلطة، وظهرت الأطماع مع إدراك الإسلاميين أن قادة الحركات جاؤوا إلى السلطة عبر صفقة، ويمكن الانقضاض عليها الآن.
خلاف الحركات والإسلاميين:
طفت على السطح بوادر وجود خلافات بين الحركات المسلحة التي انحازت إلى الجيش السوداني في الحرب ضد قوات الدعم السريع، من جهة، وبين مجموعات من الإسلاميين النافذة داخله، من جهة أخرى. وقد ظهرت معالم ذلك في حديث عن محاصصة السلطة الذي جرى تداوله أخيرا، بجانب تصريحات أطلقها حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي، أشار فيها إلى تشرذم إسلاميي السودان.
مناوي: الإسلاميين تفرقوا إلى قبائل:
وقال مناوي خلال مشاركته في ندوة سياسية بالعاصمة الفرنسية باريس رصدتها “العرب اللندنية” قبل أيام إن الإسلاميين في السودان تفرقوا إلى قبائل ومناطق، وليس هناك وجود فعلي للإسلام السياسي في البلاد. ورغم أنه دعم مشاركتهم في أي حوار بشأن مستقبل الحكم في السودان، فقد واجه انتقادات عديدة من دوائر محسوبة على نظام الرئيس السابق عمر البشير.
وقال مناوي خلال مشاركته في ندوة سياسية بالعاصمة الفرنسية باريس قبل أيام إن الإسلاميين في السودان تفرقوا إلى قبائل ومناطق، وليس هناك وجود فعلي للإسلام السياسي في البلاد. ورغم أنه دعم مشاركتهم في أي حوار بشأن مستقبل الحكم في السودان.
مزاعم الجيش الموحد:
ومن الواضح أن تصريحات مناوي، التي تطرقت إلى ضرورة تكوين جيش واحد فور انتهاء الحرب كشرط لتحقيق الاستقرار وسيادة الحكم الديمقراطي، تثير دوما حفيظة إسلاميين يسعون للانقضاض على أي ترتيبات من شأنها إصلاح المنظومة الأمنية عقب الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام البشير، لأن ذلك يهدد سيطرتهم على مراكز اتخاذ القرار داخل قيادة الجيش، وما يثبت ذلك أن الحركات المسلحة لم يتم دمجها في الجيش، على الرغم من أنها تقاتل إلى جانب عناصره.
مناوي قبض ثمن مشاركته مع الجيش:
وكانت صحافية سودانية قريبة من الجيش تدعى رشا أوشي قالت في مقال نشر السبت إن رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم، ومني أركو مناوي قبضا 72 مليون دولار نقداً ثمن مشاركتهما في الحرب ويضغطان لإعادة توزيع أنصبة السلطة، ومنح الحركات المسلحة 50 في المئة من مقاعد الحكومة، وهو ما نفته الحركتان.
تحالف هش:
وأكد المحلل السياسي السوداني سليمان سري أن التحالف بين الحركات المسلحة والإسلاميين مرحلي وهش للغاية ولن يصمد لأن الطرفين لديهما مصلحة في الاستيلاء على السلطة، وأن الأطماع ظهرت مبكراً مع إدراك الإسلاميين أن قادة الحركات جاءوا إلى السلطة عبر صفقة، ويمكن الانقضاض عليها الآن.
صفقات تحت الطاولة:
وأوضح أن “الحركات المسلحة شغلت فراغ السلطة إلى جانب الجيش بعد انقلاب أكتوبر 2021 بدلاً من الإسلاميين، إلى أن جاءت الحرب وتبدلت المواقع إذ اتخذت الحركات قرار الوقوف على الحياد ثم شعر بعضها بأن مصالحه تتطلب التحالف مع الجيش، لكن بعد سبعة أشهر من المعارك التي شهدت استعادة حضور الحركة الإسلامية، ما يشير إلى وجود صفقات تحت الطاولة قادت إلى التحالف القائم، وهو ما يجعل الهدف من القتال تحقيق مصالح الحركات وليس شعارات الكرامة والتحرير”.
ويخشى إسلاميو السودان الوصول إلى السلام، حيث يدركون أنه لن يكون لديهم مكان في السلطة، كذلك الوضع بالنسبة إلى الحركات المسلحة التي تدرك أن القوة ستكون في صالح القوى المدنية، ويتمثل الهدف الرئيسي في البقاء بالسلطة عبر تغذية الصراعات وليس من خلال الوصول إلى الاستقرار، ما يجعل الشعب السوداني مقتنعا بأن وجود الإسلاميين في السلطة هدفه حماية الشعب عبر فزاعة الأمن التي لا تتوقف.