طيف أول :
(لا للحرب يابرهان تعبنا) صوت إمرأة ياكية توسلت للجنرال حتى يوقف الحرب، صرخة في وجهه هزّت كل مشاعر الوجع عند الشعب السوداني الذي مزقته الحرب مرضا وجوعا ونزوحا
(لا للحرب) بصوت الشعب لا بصوت (قحت).. ( تفرق كتير)
فهل يستجيب البرهان او الذي بيده الأمر!!
وتحركات دولية بدأت من جديد في أولى الخطوات بعد ختام مباحثات جنيف التي ذكرنا أن الأمر لم ينته بنهاية جلساتها وتصل الي مدينة بورتسودان نائبة الأمين العام للأمم المتحدة السيدة أمينة محمد،على رأس وفد يضم المبعوث الشخص للأمين العام إلى السودان، رمطان لعمامرة، والمنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية للسودان
واقالت الخارجية السودانية إن البرهان أطلعها على الوضع في البلاد والجهود التي تقوم بها الحكومة في فتح الممرات الآمنة لإيصال المساعدات الإنسانية للمواطنين
وأضافت الخارجية أن السودان حث الأمم المتحدة على مزيد من العمل والضغط على “المتمردين” الذين يعرقلون وصول المساعدات، فضلاََ عن قيامهم بالاستيلاء على قوافل الإغاثة وتوزيعها على كياناتهم
ولكن يبدو انه قد فات على البرهان حث الامم المتحدة على الضغط على منسوبي الحكومة الذين قاموا ايضا بسرقة الوقود والمساعدات من برنامج الغذاء العالمي
والخارجية تكشف عن ماقاله البرهان لنائبة الأمين العام للامم المتحدة، ولكنها امسكت عن ماقالته النائبة للبرهان
وتتزامن مع زيارة الوفد مع تصريحات جديدة للمبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيرييلو الذي قال بالامس ان هناك “مقاربات بديلة” للمحادثات في السودان وانهم سيعملون على وقف القصف المدفعي من قبل الدعم السريع، وان هناك قوى سياسية من النظام السابق تعرقل عمل مجلس السيادة. واكد بيرييلو أن الحرب في السودان لن تنتهي بالحل العسكري ، وانها اصبحت تهدد المنطقة بصفة عامة وانهم ماضون في ايحاد حل سلمي عبر التفاوض بالتغلب على النقاط الصعبة!!
وفي مايخص عمل الوساطة مابعد جنيف يطرأ السوال حول دور مصر في عملية وقف إطلاق النار ، وهل فشلت القاهرة في إقناع حليفها السابق عبد الفتاح البرهان بخيار التفاوض بعد ان لحقت بركب المسهيلن مؤخرا ، ولماذا لم تحدث اختراق واضح في الملف السوداني بصفتها الدولة التي تربطها علاقات استثنائية بالبلاد وبالفريق البرهان
فالوساطة كانت ولازالت تعول على مصر حتى ان توم بيرييلو بالأمس اكد ذلك بقوله إننا نثمن الدور القيادي الذي تلعبه مصر في محاولة حل الأزمة السودانية
وهي رساله واضحة في بريد الحكومة المصرية ، ربما أن الادارة الامريكية تنتظر من مصر لعب دور أكبر سيما انها لم توفق في اخر خطوة لها للدفع بالبرهان الي واجهة الحل السياسي وارسلت مدير المخابرات العامة المصرية، عباس كامل عندما لم يستجب البرهان لرغبتها بحضوره لمقابلة وزير الخارجية الامريكي او ارسال وفد عسكري الي القاهرة
ولكن حتى زيارة كامل لم تحقق اهدافها ولم تستطيع مصر إثناء البرهان عن رأيه المتعنت في رفض التفاوض وبهذا يكون البرهان وضع مصر في دائرة الحرج امام المجتمع الدولي سيما انها هي التي طالبت بوجودها على منصة الوساطة بحكم علاقاتها الاستثنائية بالسودان
وانها تضع يدها على كثير من الخيوط التي تمكنها من حياكة جلباب تفاوضي للجنرال وحثه على الحل السياسي فهل تكشف مصر عن خطة جديدة لعدول الجنرال عن موقفه الرافض
وبالعودة الي ( بيت الوساطة) تكشف الولايات المتحدة الامريكية ان مشاورها مع البرهان لن ينتهي بعد فتغيير الخطاب الامريكي لارضاء البرهان وسيلة تستخدمها أمريكا لترويده وربما يدفعها لتقديم المزيد من التنازل في طريقة المخاطبة، ليس لأجله ولكن ربما لتلقي به في الشباك !!
طيف أخير :
#لا_للحرب
جلسة طارئة لمجلس الأمن اليوم الجمعة لمناقشة توصيات مباحثات جنيف والنظر في كيفية إيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين.