لجنة صيادلة السودان المركزية
بيان حول الوضع الدوائي الراهن بالبلاد
تشهدُ البلاد في مختلف مدنها وقراها حالة شحٍ وشبه انعدامٍ تامٍ للأدوية الأساسية والمنقذة للحياة وأدوية الأمراض المزمنة، وهي أزمةٌ ممتدةٌ منذ شهور ما زالت تراوح مكانها، نجم عنها تعريضٌ مستمر لصحة المواطنات والمواطنين الكرام لمخاطر جمة ومضاعفات للعديد من الحالات التي تأخرت أو انعدمت جرعات الأدوية التي تذهب معاناة المرضى وتحفظ أرواحهم، لاسيما أن الظروف الصحية المعقدة التي أفرزتها كارثة السيول والفيضانات التي عمت ولايات عديدة، أضافت نذراً شاخصة بانتشار أمراض ما بعد الخريف كالملاريا وأنواع من الحميات والأوبئة كما في الولاية الشمالية وولاية غرب دارفور.
الأمن_الدوائي خط أحمر ؛
لقد ظللنا نتابع عن كثب مع زملائنا فـي القطاعين العام والخاص إرهاصات انهيار السوق الدوائي فـي ظل تراخٍ مُخل من الحكومة الإنتقاليـة ومؤسساتها عبر المحفظة الإقتصادية ووزارتي الصحة والمالية، ووعود بالتزام كل من المحفظة ووزارة المالية بتوفير العملة الأجنبية للإستيراد، غير أن هذه الإلتزامات ظلت حبيسة الأدراج المغلقة ولم يتم الإيفاء بها، وهو ما نعتبره إهمال واضح من حكومة الفترة الانتقالية ووزاراتها المعنية بمعالجة ملف الدواء في السودان، التي تدفع بحلولٍ مؤقتة تخفي الأعراض لحين، ثم تعاود البروز إلى السطح مجدداً، مما أفرز واقعاً بائساً يكابدُ فيه المريض السوداني شظف الحصول على دوائه، حيث تحفى قدماه سعياً بين الصيدليات الخاصة والعامة، التي نضبت أرففها من ترياق يداوي آلامهم ويصون أرواحهم، بينما الصيادلة فاقدون لأدوات فعلهم المعالج، مما فتح الباب على مصراعيه لتجارة سوق سوداء مستترة يمارسها دخلاء على المهنة، يضاربون في أرواح المرضى ويساومونهم في الحصول على دواءٍ مجهول المصدر، غير موثوقِ الفعالية وبأسعار باهظة، دون رقيبٍ أو حسيب، ليواروا سوأة الحكومـة.
إننا في لجنة صيادلة السودان المركزية نضعُ حق السودانيات والسودانيين في كل شبرٍ من أرض وطننا العزيز، حقهم في الحصول على دواءٍ فعال، آمنٍ وبسعرٍ في متناول كافة شرائح الشعب، كخط أحمر لن نقبل تجاوزه، ولقد ظللنا ننافحُ برفقة كل صيادلة السودان الشرفاء خلال فترة حكم نظام الإنقاذ البائد، لذات الأسباب والمعطيات الراهنة، عليه فلن نقبل بأي حال من الأحوال بأن يصل واقع البلاد الدوائي لما هو عليه، وإن كانت حكومة الثورة هي من تتولى زمام الأمور في البلاد، فقد علّق شعبنا آمالاً عراض في تغيير يضع حداً للمعاناة بشتى صورها لاسيما صحة الإنسان ودوائه ، بعد تضحياتٍ جسام، وصبرٍ جميل .
عليه ندق ناقوس الخطر ونرسل ترددات صداه في آذان القائمين على الأمر في كل الوزارات المعنية، بدءاً برئيس الوزراء، مروراً بوزارتي الصحة والمالية ، بوجوب التحرك العاجل لإيجاد حلولٍ جذريةٍ ومستدامة لملف الدواء، تشمل معالجات عاجلة لإمداد المناطق المتأثرة بالحميات في الولاية الشمالية وغيرها من الولايات بالأدوية اللازمة، وسد النقص الحاد في أدوية الملاريا والأمراض المزمنة والأدوية الأساسية المنقذة للحياة ، ونؤكد أن خياراتنا قائمة في استخدام وسائلنا السلمية المجربة الفاعلة التي لن نتردد في شحذها مجدداً لمناهضة هذا المشهد الذي يودي بأمن المواطن الدوائي إلى غياهب مجهولة ، وعلى تصحيح مساره بما يرتقي للطموح، مع التأكيد على استمرار جهدنا المبذول في القيام بواجبنا الأخلاقي والمهني في تدارك ما يمكن تداركه من خلال نفير الصيادلة السودانيين ، الذي يشهد عملاً دؤوباً يشمل تسيير القوافل الصحية لمختلف المناطق المتأثرة بالسيول والفيضانات ، وتغطية ماهو مستطاع من الحوجة الدوائية في مناطق الحميات بالولاية الشمالية وغيرها ، مع إدراكنا التام بأن كل جهدٍ تضطلع به منظمات المجتمع المدني لا يعدو أن يكون تكميلاً لدورِ الدولةِ الغائب بنسبةٍ كبيرةٍ عن المشهد الدوائي آنياً . فسنظل نضع عيناً ترصد الأداء الحكومي واستاجبته لنداءاتنا ، بالتزامن مع التجهيز لكل الخيارات التصعيدية لتعديل مسار الراهن الدوائي .
دامت نضالات صيادلة السودان
إعلام اللجنة
٧ أكتوبر ٢٠٢٠م