حين قرّرت كتابة هذه المقالة، كنت أفكِّر في اسمٍ، لها فقرّرت أن أسمِّيها (كيلو اللحمة 5 جنيهات)، ولكن واجهتني مشكلة وهي أنّني لو كتبت الرقم باللغة العربية، ربما أعتقد القارئ أن هنالك (صفراً) أو (صفرين) أو (ثلاث أصفار) قد سقطت مني سهواً.
والحقيقة، أنك عزيزي القارئ لا يمكن أن تصدق أنني أعني الخمسة جنيهات الواحدة دي والتي لا يمكن أن تشتري بها (علكة أو كبريتاً)..!! كبريت شنو الخمسة جنيهات لا تستطيع أن تشتري بها عود ثقاب!!
ما حدث عزيزي القارئ وقبل أن أدخل في التفاصيل، ضع كوب ماء مُثلّج أمامك أو عصير ليمون لتهدئة أعصابك، وجهِّز أقراص المصران العصبي وحبوب الضغط والقلب والسكري!!
فقد كشفت صحيفة (الانتباهة) عن أضخم عملية فساد في حصائل الصادر وبرعاية أجهزة رسمية، حيث أبرمت إحدى الشركات التابعة للقوات النظامية عقداً يسمح بتصدير اللحوم إلى مصر بحساب الكيلو جرام 5 جنيهات فقط، في واحدة من أسوأ عمليات الفساد التي شهدها تاريخ السودان!!
وكشفت صحيفة (الانتباهة) الصادرة يوم أمس، عن تلقي السودان لخسارة مرّتين بصفة جنونية، إذ خسر نصف مليون رأس من الإبل ومعها 80 مليون دولار عبارة عن حصيلة تصدير تلك الإبل إلى مصر!!
تزامناً مع ذلك خسر السودان 3.5 مليار دولار عبارة عن عائدات حصائل الصادر، وأوضحت الصحيفة حسب التحقيق الذي أجرته الصَّحفيَّة النابهة هاجر سليمان أنّه يتمّ تهريب وتصدير الإبل إلى القاهرة، وكذلك العجول والسمسم والكركدى دون عائد صادر!!
وأشارت إلى أنّ هناك أجهزة رسمية مثّلت عملية فساد منفصلة بتهريب 120 صقراً من نوع ”الوكرية” إلى السعودية عبر سيّدة أعمال ومُخلِّص جمركي، قام بترتيب العملية مع وردية بمطار الخرطوم.
حسناً … ألم أقل لكم عشرات المرات، إنها مصر أم المصائب لا يأتي من جانبها خيرٌ للوطن، كيلو لحمة يباع بـ5 جنيهات أي ذلٍّ وأي هوانٍ أكثر من هذا؟؟ ولعلم هذه الحكومة البائسة والشركة الأشد بُؤساً، أن مصر لا تطعم تلك اللحوم لشعبها!!
والدراما المصرية تكشف هذا الواقع المُر، فغالبية الشعب المصري، يتناول اللحوم في عيد الأضحى أو عند وصول أحدهم من دول الاغتراب، الحكومة المصرية تُصدِّر لُحُومنا إلى أوروبا وتضع عليها ديباجة السعر 20 دولاراً للكيلو ولا عزاء لأغبياء السُّودان!!
خارج السور:
السيد النائب العام، هذا بلاغٌ على الهواء، قضية فساد وإفساد وعَمَالة لمصر.. قدِّمُوهم لمُحاكمات، فما جزاؤهم إلا المشانق.