في اتصال هاتفي من نيويورك صباح اليوم نعى رئيس مجلس أمناء أتش دي اي الأمريكي الدولي الدكتور الصادق خلف الله الإمام السيد الصادق المهدي رئيس حزب الامة وإمام الأنصار الذي توفى اليوم متأثرا بإصابته بفيروس كرونا (كوفيد 19)، واصفا رحيل الأمام بالفاجعة السياسية والاجتماعية وأن رحيله في هذا الوقت الحرج سيترك فراغا كبيرا في ساحة العمل السياسي والاجتماعي والحركة الثقافية والفكرية في السودان.
وفي نعيه للفقيد الراحل عدّد الدكتور الصادق خلف الله مناقب السيد الصادق المهدي وما اتسمت به سنوات عمره من اجتهادات في كافة المجالات تاركا أجمل ما يتركه المرء من فكر وعظيم تجربة كانت ثرية وغنية في كل مراحل عمره كما وصفها في آخر مقالة كتبها بعد إصابته بالفيروس.
ووصف الدكتور الصادق خلف الله الف4قيد الراحل السيد الصادق المهدي بحكيم الأمة السودانية، الذي يُعتبر من دعائم السياسة الأقليمية والدولية، وكانت له اسهاماته المعروفة في الفكر الاسلامي الوسطي داعية سلام ومحبة، وقد لعب دورا كبيرا ومهماً في الاستقرار السياسي بالبلاد في حقبة الستينات والثمنينيات، إذ احتفظ بعلاقات جيدة مع المجتمع الاقليمي والدولي، وكان انموذجا للسياسي السوداني الذي لا يتكرر.
وأضاف خلف الله “إن إمام الأنصار زعيم حزب الأمة كان شخصية دولية حازت على الاحترام والتقدير من الجميع”، مشيرا إلى أن الولايات الممتحدة الامريكية والعالم يتفق على أن فترة الديمقراطية الثالثة في السودان (1985-1989) التي تقلد فيها الفقيد الراحل منصب رئيس الوزراء كانت من أهم فترات الديمقراطية في السودان وانتشرت فيها الحريات السياسية والاعلامية بشكل كبير، برغم الأزمة الاقتصادية التي صاحبت تلك الفترة.
أوضح ” أن التاريخ الحديث سيذكر للسيد الصادق المهدي نضالاته القوية من أجل تثبيت وترسيخ قيم الديمقراطية والحريات السياسية والاعلامية في بلاده، وكفالة كل الحقوق الانسانية التي جاءت في كل المواثيق الدولية، وبسبب هذه النضالات اعتقل العديد من المرات، كما حُكم عليه بالإعدام أكثر من مرة، ولم تفتر همته ولم يتراجع عن أفكار التي آمن بها”.
وأكد الدكتور خلف الله أن اللقاءات العديدة التي التقيت فيها بالسيد الصاق المهدي كنت أجد نفسي أمام شخصية فذة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني، شخصية تتميز بالصدق والوضوح والشجاعة في طرح الرأي، بلا شك هو صاحب ثقل سوداني كبير، ويعتبر موسوعة علمية ودينية وسياسية متحركة، سيفتقده السودان وهو في أشد الحاجة لخبرته وحنكته كقيادي وطني مخلص”.
وفي آخر الاتصال الهاتفي قدم د. خلف الله أحر تعازيه لعموم الشعب السوداني ولأسرة الفقيد الراحل.