لم اندهش حينما اطلعت على خبر الزميل “يس الترابي” المنشور عبر “شبكة الخرطوم نيوز” تحت عنوان “تصعيد خطير بين بعض مدارس التعليم الاجنبي واولياء الامور بسبب الرسم الدراسي”، فالخبر غير مستغرب فى ظل هذا المنعطف الاقتصادى الدقيق الذى تمر به بلادنا الحبيبة ..
ولكننى كدت اتجاوز حد مرونة الاندهاش حينما اطلعت على تفاصيله التى انقلها لكم كاملة .. استغرب أولياء أمور تلاميذ بعض المدارس الأجنبية من سلوك انتهجه معهم بعض إدارات مدارس التعليم الاجنبي بتهديدهم باتخاذ إجراءات قانونية وإدارية ضدهم حال لم يقوموا بتسديد الرسوم الدراسية التي قررتها دون موافقتهم ..
وذكروا بأن أولياء أمور بعض هذه المدارس الأجنبية قد اجتمعوا واختاروا لجان منهم للجلوس مع إدارات هذه المدارس والوزارة بخصوص التفاكر حول تحديد رسوم مجزية ومنصفة للطرفين بحيث لا تهضم حقوق هذه المدارس ولا تثقل كاهل ولي الأمر وتكون فوق طاقته واستطاعته واحتماله لها، وكان ذلك بموافقة ومباركة الإدارة العامة للتعليم الخاص بوزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم وحضها لمثل هذه المبادرات،
غير أنهم فجعوا بأن بعض إدارات هذه المدارس قد التفت حول إجماع أولياء الأمور وقامت بتكوين لجان جديدة غير تلك التي حظيت بإجماع أولياء الأمور وفوّضت من قبلهم للتحدث والتعامل باسمهم لأن هذه الإدارات أرادت تمرير أجندتها ومصالحها عبر هذه اللجان الجديدة التي كونتها دون رغبة بقية أولياء الأمور ..
وقالوا إنهم يتعرضون لحرب نفسية هذه الأيام من إدارات هذه المدارس لأن أبناءهم يجدون تعاملاً قاسياً منهم ويشهرون بهم، وذلك بـ”تعليق ديباجات حول أعناق التلاميذ الذين قاموا بتسديد الرسوم أو وضعها على أقمصتهم”، معدين ذلك بأنه سلوك يخلو من كل جانب تربوي ومرفوض اجتماعياً وفق عادات وتقاليد الأمة السودانية السمحاء التي اشتهرت بالشهامة والإكرام وعدم اللجوء لمثل هذه الأساليب المقيتة التي تبعد كل البعد عن أخلاقيات مجتمعنا السوداني الأصيل،
مشيرين إلى أن هذه الإدارات أضحت تتعامل معهم كأنهم أعداء ويتعرضون منهم لكميات من الشتائم والإساءات فقط لأنهم رفضوا هذه الرسوم الدراسية العالية وحرّضوا الآخرين لرفضها ..
وأوضحوا أن الرسوم الدراسية كانت تشمل رسوم الكتب في الأعوام الماضية، ولكن هذه المدارس الأجنبية قد قامت هذا العام بفصل الرسوم الدراسية عن رسوم الكتب، وأنها لا تعطي التلاميذ هذه الكتب بالشراء المباشر منها إلا بعد تسديد الرسوم الدراسية، فيحرمون بذلك التلاميذ، ويتعاملون بتعنت وعدم مبالاة وربط كل شيء بالرسوم الدراسية ..
وختموا حديثهم بأن هنالك مدارس في دول خارجية مثلوا لها بالكويت قد قامت بإعادة ما نسبته ٣٠_٤٠٪ من الرسوم الدراسية للتلاميذ نسبة لإغلاق المدارس بسبب تفشي جائحة كورونا، وهم في السودان قد أغلقوا المدارس بسبب المظاهرات وكورونا وقد تأجل العام الدراسي لشهور عديدة ولم يقم أحد بتعويضهم، بل زادوا عليهم العبء بزيادة هذه الرسوم الدراسية بنسبة عالية جداً فوق التوقع والتحمل .. انتهى الخبر.
بالله عليكم دى تربية دى ، ما ذنب الطلاب الذين يتعرضون لابشع انواع الابتزاز المعنوى سيصحبهم حتى آخر عمرهم دون ذنب جنوه سوى حظهم العاثر الذى رمى بهم فى زمن تلاشت فيه القيم واختلط فيه الحابل بالنابل .. ووزارة التفت للقشور ومرمطت كرامة الطالب والكتاب المدرسى واقحمت انف ويد السياسة الثقيلة لتقضى على الأخضر واليابس فى واقع التعليم المتهالك أصلا ..
فصرنا نتسول السفارات لطباعة الكتاب المدرسى وتجاهلنا سياسات حقوق المعلم والطالب، فكيف لا تكون النتيجة امتهان حقوق الطلاب دون بواكى لانعدام الرؤية التى تفصل بين تسليع التعليم كخدمة وحفظ كرامة وحقوق الطلاب حاضر ومستقبل بلادنا الحبيبة..
بعد اخير :
اطلعت على فيديوهات صراعات لجان المعلمين بولاية الجزيرة ولا نقول إلا ما يرضى الله “لا حول ولا قوة الا بالله” .. اللهم لا نسالك رد القضاء ولكن نسالك اللطف فيه .
اعوذ بالله من غضب الله
موضوع الساحة وهو اصاب كثير من النقاط المألمة لان التي يصاب بها اولياء الامور من فرض قهري ان جاز التعبير وأصبح اولياء الامور خارج العملية التربوية وليس لديهم دور غير دفع الرسم ومرغمين كمان.
ربنا يصلح الحال. البلد مايلة تب
تحياتي