لم يكن ذلك العدو القادم من المجهول (كوفيد-19) والذي يحاول ان يجعل له موقع قدم في كل بقعة من بقاع هذا العالم بالقوة التي لم تسمح لنا باستنباط الفوائد من وجوده والجوانب الايجابية التي جنيناها جراء ما احدثته هذه الجائحة في العالم، اذ اننا قد خرجنا بالكثير منها لو امعنا النظر في طقوسنا الجديدة التي فرضتها علينا هذه الازمة والتي جعلتنا اكثر وعيا وقدرة علي تجنب مناطق الخطر والتصدي لكل ما قد يجعلنا فريسة لتلك الجائحة.
فلو نظرنا الى قرار منع التجول في اوقات محددة نجد انه كان خطوة حازمة وحكيمة باعتبار ان القرار يمثل حظر تجول للفيروس وحد من تواجده، ثم ان حظر التجوال ادي الي ان يجتمع افراد الاسرة في المنزل ويستمتعون بوقتهم ويستمعون لبعضهم وهو ما كان مفقودا قبل الحظر وهي فرصة تأريخية لاسترجاع الق الاسرة بعد غياب.
ان الالتزام بحظر التجوال كانت له فوائد جمة بالاضافة الى التعرف على اسرتك ومستوي ابناءك في المدرسة فهم استثمارك الحقيقي.
وقد وفر الالتزام بحظر الجوال المال فمن خلال الجلوس الاجباري في البيت بالاعتماد على قاعدة الجود بالموجود شعرنا بالنكهة الحقيقية لأكل البيت واكتشفنا عن قرب المهارات الكبيرة التي تتمتع بها أم العيال.
الالتزام بحظر التجوال وفر لنا فرصة العودة للكتب التي اشتريناها من سنوات ولم تقرأها فخير جليس في الزمان كتاب.
الالتزام بحظر التجوال اعطانا الفرصة لاعادة هندسة حياتنا فمن خلال الابتعاد عن الاصدقاء في هذه فترة ستكتشف ان هنالك اصدقاء وجودهم كعدمه وان هنالك اصدقاء عدمهم افضل من وجودهم.
اتاح الالتزام بحظر التجوال بسبب جائحة الكورونا التأمل في حياتنا، الاحداث الكبرى فرصة للتأمل في الحياة على المستويين الشخصي والعام، وبالتالي تغيير حياتنا للأفضل فالحياة قصيرة ولابد من اعادة النظر في مسارها بمراجعة مشاريعك السابقة واللاحقة وذلك بترتيب الماضي من خلال سد الخلل وازالة الزوائد، والاعداد للاحق وتأسيسه على أسس متينة.
جائحة الكورونا وما تبعها من اجراءات وقائية بما في ذلك حظر التجوال جاءت لتؤكد ان الانسان لا يبتلى دوما ليعذب، وانما قد يبتلى ليهذب.
وأخيرا نأمل الا نعود الى الاغلاق الجزئي او الكلي مرة اخري حتى لا يتضرر أحد في ظل الضائقة المعيشية التي نعيشها ولكن ان كان مما له بد فعلينا ان لا نضيع الفرصة ونستفيد منه فرب ضارة نافعة.
شارك المقال على