اخيرا؛ ثبت أن كل ما أثير الأيام القليلة الماضية حول حراك داخل قوات الدعم السريع لم يكن من ضمن الإشاعات الكثيفة التى تنسج حول هذي القوات وكشفت قيادة الدعم السريع عن فتح بلاغ في مواجهة بعض الأشخاص بتهمة زعزعة الأوضاع داخلها.
قبل ايام سئل القائد العام لقوات الدعم السريع فريق اول محمد حمدان دقلو في حوار مع صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصير هذه القوة فقال إن مصيرها العودة للجيش لأنها منه وإليه. وأيضا قال الفريق ياسر العطا في حوار مع الزميلة “اليوم التالي” إن قوات الدعم ستدمج تحت قيادة الجيش.
لقد كان ولا يزال وضع قوات الدعم السريع يثير قلق البعض على الرغم من أن هذه القوات قد بددت الهواجس عندما انحازت لثورة الشباب السودانى في الوقت الذي كان يظن فيها القتال دفاعا عن النظام السابق.
بددت قوات الدعم السريع أيضا الظنون وربما الاماني عندما لم تدخل في اي صدام مع بقية القوات النظامية او المواطنين على الرغم من ارتفاع مؤشرات ذلك وان كان ذلك لا يعني بالضرورة أن حوادث محدودة قد حدثت هنا وهناك وهذا شيء مفهوم بالنسبة لقوة كبيرة يمكن أن يحدث التفلت من بعض أفرادها او وحداتها.
مع كل ما ورد أعلاه وما لم يرد من أدوار كبيرة لقوات الدعم السريع ومساوئ قليلة لكن ترتيب وضع هذي القوات في المستقبل اضمن للبلد ولاستمرارها هي نفسها كقوة فتية شكلت إضافة حقيقية للقوات النظامية.
أولى الترتيبات المطلوبة او المعالجات اللازمة هي إكمال تشكيل قوات الدعم السريع بحيث تكون القوة متوازنة فيها بين كل أبناء السودان فلا تكون هناك غلبة فيها لعشيرة او قبيلة او اثنية محددة ونعلم تماما أن أبواب الانضمام للدعم السريع مفتوحة للجميع وان العائد من العمل فيها مجز، لكن لا تزال الغلبة فيها واضحة وهذه مشكلة الآخرين وليس قوات او قيادة الدعم السريع، وإن استوجب مستقبلا على السلطات معالجة هذا الخلل ولو بتخفيض عدد القوة الحالية لحفظ المعادلة.
ثاني الترتيبات المطلوبة هو العمل على العقيدة القتالية لقوات الدعم السريع، والربط المباشر بينها وبين المؤسسة العسكرية وذلك لإكمال بنيانها النظامي والوطني.
إن عملية جراحية أقرب لعمليات التجميل مطلوبة لقوات الدعم السريع مع الاحتفاظ بها والمحافظة عليها كقوة فتية أضافت كثيرا ولا زالت للقوات النظامية وحققت السلام وحفظت الأمن في الوقت الذي كان يظن فيه البعض أن تكون مصدرا للخوف والفزع
نشر بصحيفة السودانى