كانت أمس إيفانكا ترامب مستشارة البيت الأبيض وابنة الرئيس الأمريكي تُعلق على اتفاق السلام بين إسرائيل والسودان..
لم تكن لوحدها من يتحدث عن الأمر، إنما توالت التعليقات والتحليلات من مسؤولين في واشنطن وتل أبيب، في وقتٍ خيمَ فيه صمت مريب أجواء الخرطوم..
آخر تغريدات رئيس الوزراء ورئيس المجلس السيادي تتحدث عن رفع اسم السودان من القائمة ولم تشر البتة لإسرائيل، وحتى البيان المشترك بين الدول الثلاث بعد المكالمة الهاتفية الجماعية، كان يتيماً لم ينشر في وسائل الإعلام الرسمية، وبعد طول انتظار، ظهرت مقتطفات منه على شريطٍ صغير في شاشة تلفزيون السودان..!
حذرٌ من الوزراء والمسؤولين لا يتسق مع دولة اتخذت موقفاً عليها الدفاع عنه وتنوير المواطنين به.
أما موقف الأحزاب السياسية، فكان ضعيفاً باهتاً، خاصةً الموافقين الذين خجلوا من إبداء رضاهم بالخطوة، وأيضاً الذين يدعون المبدئية وهددوا من قبل بسحب الثقة من الحكومة..
الشجاعة تتجلى في مثل هذه الأوقات..!
وبمناسبة سحب الثقة، رغم تقديرنا لرئيس حزب الأمة الإمام الصادق المهدي، لكنه اكتفى أمس بانسحابه من المؤتمر الإسلامي الدولي المنعقد في الخرطوم، احتجاجاً على السلام مع إسرائيل، في وقتٍ كان وزير حزب الأمة، وزير الإرشاد والأوقاف يواصل إدارة المؤتمر..
مواقف الأحزاب السطحية المؤيدة والرافضة، تؤكد أن الحاضنة السياسية بشكلها الحالي لن تكون قوية بما يناسب المرحلة..
من قبل كان حديثهم أن الحكومة الانتقالية غير مفوضة مُطلقاً للبت في مسألة التطبيع مع إسرائيل لأنه قرار حكومة منتخبة، وبعد نحو أسابيع قالوا إنه من صلاحيات الفترة الانتقالية لكنه من اختصاص البرلمان أو المجلس التشريعي..!
في ذات التوقيت كان برهان وحمدوك يمضيان دون اكتراث لتحالف قوى التغيير في مسألة التطبيع.
ويتضح تماماً أن ما كتبناه سابقاً حول انفصال المسارين لم يكن صحيحاً.
فرفع اسم السودان من القائمة السوداء والتطبيع مع إسرائيل، لم يكونا منفصلين، إنما هما أقرب لبعض من حبل الوريد..
ساعتان فقط بين إعلان البيت الأبيض وضع ترمب قراراً أمام الكونغرس والمؤتمر الصحفي الشهير..
السؤال قد أصبح أمر السلام مع إسرائيل واقعاً.. إلى متى تستمر الحكومة في التعتيم والعمل في الخفاء..؟
ان التوصل مع إسرائيل أصبح أمرا واقعا لارتباطه بإعادة إدماج السودان فى المجتمع الدولى وتطبيع علاقاته مع دوله ومؤسساته التى تجمدت بفعل القرار الأمريكى الذى قضى بوضع السودان فى قائمة الدول الراعية للإرهاب .
لقى قرار رفع اسم السودان من القائمة السوداء ترحيبا من قطاعات واسعة من الشعب السودانى بالرغم من ارتباطه الوثيق بإنشاء علاقات ثنائية مع إسرائيل كما وُجه ايضا برفض من قطاعات اخرى.
ان رئيس الوزراء الذى اقدم على دعوة الأمم المتحدة لإرسال بعثة أممية بازرع عسكرية إلى السودان وأصبح أمرها واقعا بعد التوافق عليه مع المجلس السيادى بإدخال تعديلات على الشكل دون الموضوع قد شارك فى صناعة هذا الواقع الجديد وبفاعلية تدل عليها قيادة وزير العدل للتيم المفاوض وبمشاركة أساسية لمدير مكتبه استاذ اللغة الانجليزية المتخصص ثم مشاركته المباشرة فى مراجعة مسودة الاتفاق والبيان المشترك وإدخال تعديلات عليه واخذ الصورة التذكارية، كل هذه الوقائع تؤكد أن مؤسسات الحكم الانتقالي على توافق تام حول هذه الخطوة وهما المفوضين بموجب الوثيقة الدستورية لإعادة إدماج السودان فى محيطه الإقليمي والدولي مع الاحتفاظ للمجلس التشريعي بحقه فى مراجعة ذلك بما يحقق المصلحة الوطنية العليا للشعب السودانى.
أرى أن نركز تفكيرنا نحو التوفيق بين الواقع الماثل والواجب المطلوب أداءه بعيدا عن التوتر و الانفعال .
نحن نعيش ونحيا باختلافنا ونموت ان سبحنا ضد التيار… ان الذين يرفضون مشاركة العالم المتحضر يكذبون علي انفسهم فهم يلبسون ما صنع الكفار ويجرعون دواء الذين لا ايمان لهم ويركبون مركبات اليهود ثم يبصق احدهم سفته من الصعوط قائلا ديل اعداءالله….. بس هم خلق الله ولم تعد لهم عدتك كما امرك الله….. لاموضوع لهم