هل تحولت الحرب بين اللجنة الإنقلابية والكتائب الموالية لها (مصلحياً ) وقوات الدعم السريع من حرب كرامة كما ظل بعض المؤيدين لها يرددون إلى حرب إنتقام ومصالح ذاتية بين مجموعات عرقية سودانية لتصفية خلافات قديمة موروثة وتدخلت فيها مصالح ذاتية إستغلها البعض لتصفية خلافات شخصية مكبوتة بعد تقدم تلك القوات المشتركة وإنتشارها داخل العاصمة الخرطوم وأصبحت التصفية الشخصية هي طابع نهايات المواجهات بين القوتين حيث ظهرت مظاهر الكيد القبلي والإجتماعي والسياسي في عمليات التصفية التي صارت تحدث بلا عقل أو قانون أو وازع ديني وعلى مرمى من نظر الجميع في الطريق العام.
ويبدو أن اللجنة الأمنية الإنقلابية ومن خلفها الكيزان فرحين بما يجري ويحاولون ترك حبل التصفيات على غارب الفوضى (مفكوكاً) على إعتبار أنه يخدم تخطيطهم المستقبلي فمن جانب توسع هذه التصفيات العرقية لترتد عليه بعد ذلك الهوة بين القبائل الدارفورية (العرب والزرقة) ليظل صراعهم مستمر إلى ما لا نهاية ومن جانب آخر تسهم المليشيات الإسلامية في قتل الثوار للإنتقام من الذين أذاقوهم مر إقتلاع السلطة ومحاولة وأد ثورة ديسمبر بتصفية الرموز المؤثرة فيها.
والتركيز الإعلامي الفلولي على وحشية المليشيات الدارفورية وكتائب ظل الحركة الاسلامية التي شاركت هي أيضاً في فض ذلك الاعتصام وقتل الثورة خلال الثورة وكل الأطراف التي تشارك اليوم في هذه الحرب يعلم الجميع وحشيتها ودمويتها
وتظل هذه الحرب إمتداداً طبيعياً لتلك الوحشية والدموية والتي تغذيها اللجنة الإنقلابية ومن خلفها فلول العهد المباد على إعتبار أن إستمرار عمليات القتل والإنتقام المتبادل هي الطريق الوحيد الذي يمنحها إمكانية الإستمرار في السلطة لأطول فترة ممكنة علي اعتبار انها (الحل) الوحيد للهروب من عملية المحاسبة ولو أدى الأمر إلى تقسيم الوطن إلى دويلات صغيرة فالغاية عندهم بكل اسف هو ما يبرر الوسيلة مهما كانت قذارتها، وهم يدركون أنهم غارقون في الوحل والدم وسيمضون فيه إلى ما لا نهاية ..فلا طريق أمامهم غيره ..