بقلم نجم الدين دريسة
حزمة من المبررات والأسباب تدعو لتشكيل وتخلق حكومة ليست بغرض منازعة عصابة بورتسودان الشرعية لأنها أصلا فاقدة لاي شرعية منذ إنقلابها المشؤوم علي حكومة ثورة ديسمبر الباذخة وانتهاءا بإشعالها حرب الخامس عشر من ابريل ٢٠٢٣م التي عمقت الأزمة اوصلت البلاد الي تعقيدات سياسية وإجتماعية وأمنية تستدعي القفز علي هذا الواقع المرير والتفكير خارج الصندوق واستدعاء أفكار خلاقة تحاصر العقلية الإسلاموية الفاشستية حتي ترعوي وبالطبع ان فكرة نشوء حكومة وطنية تعبر عن اشواق وتطلعات الشعب تعد خطوة مهمة واولوية قصوي وملحة في آن ويجب أن تشهد المرحلة القادمة تكثيف الجهود وتركيرها لضبط هيكل الدولة الذي ظل مختطفا لأكثر لسبعة عقود من الزمان وبالتالي نأمل أن تستهدف الحكومة القادمة القاعدة الاوسع والاعرض التي ظلت تعاني من التغييب والتهميش ومراعاة معايير الكفاءة والثقل السكاني وتحقيق مبدأ اللامركزية بشكل يعالج كل الاختلالات البنيوية والتنظيمية التاريخية التي ظلت تصاحب نشوء وتخلق الحكومات.
كما أشرت في مستهل المقال أن ثمة مبررات ودواعي لتشكيل حكومة تضطلع بمسؤوليات علي رأسها حماية المدنيين وتوصيل المساعدات الإنسانية وتوفير الخدمات الاساسية خاصة وان سلطة الامر الواقع في السودان غير مؤهلة اخلاقيا في التعاطي مع قضايا الشعب حيث ظلت تمارس كافة أشكال الانتهاكات والجرائم ضد المدنيين وتحرمهم من حق الحياة عن طريق القصف الجوي لسلاح طيران مليشيات البرهان الارهابية بمساعدة الطيران المصري الذي ظل منذ اندلاع هذه الحرب يقوم بطلعات جوية يومية تستهدف الاعيان المدنية والبنية التحتية بشكل ممنهج خاصة وان الدولة المصرية ومخابراتها ظلت تصدر الازمات والصراعات والحروب للسودان وتعمل علي صناعة الفتن بين المكونات الإجتماعية في السودان ليظل السودان في حالة حالة عدم استقرار سياسي بسبب مصر التي تفوق سوء الظن العريض.. هذا بالاضافة ما تقوم به العصابة الكيزانية القابعة في ميناء السودان الأول من معاقبة المواطنين باستخدام المساعدات الإنسانية كسلاح ضدهم حرمانهم من الحصول على الاوراق الثبوتية وحرمان أبناءهم من امتحانات الشهادة السودانية تلك كلها عوامل تستدعي المضي قدما نحو خطوة إيجاد سلطة وطنية تضع السودان في إتجاه التأسيس.
للسودان مميزات عديدة علي رأسها موقعه الجيوسياسي علاوة علي تنوع المناخات والثقافات والموارد والثروات وهي عوامل ثراء ولكن المؤسف بالرغم من هذه الميزات التفضيلية إلا أن السودان ظل يعاني من عدم الاستقرار السياسي والحروب والصراعات بسبب ضعف الانظمة التي تعاقبت علي السودان التي مارست التهميش والفساد وفشلت في تحقيق العدالة الاجتماعية وإدارة التنوع والاختلاف وعدم القدرة علي توظيف الموارد بسبب غياب المشروع السياسي المتوافق عليه وغياب المؤسسات الوطنية القومية وتحديات لا حصر وازمات سياسية متشابكة بسبب الفراغ السياسي وانسداد الافق بسبب ضعف واهتراء الاجهزة المفاهيمية لبعض النخب ذات الارتباط التاريخي بالاستعمار كلها عوامل تجعل من تسارع الخطي نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية وفقا لأطر نظرية ومفاهيمية وتأسيس دستوري يقود إلي سلطة مدنية شاملة تلبي الاحتياجات الاساسية للناس وتشرك المجتمعات في إدارة شوؤنهم العامة وتحقق رغبات الشعب في الحرية والسلام والتنمية والعدالة .