احب الكائنات الحية الي نفسي هي الطيور ولازلت ابحث حتي الان عن سر العلاقة الكامنة جدلا بين الطيور والنساء فلبعضهن طباع الطير والانسان نفسه (طائر لايطير) .
للطير هديل وشقشقة وتغريد . العصافير والحمام وحتي مالك الحزين .
لكن هل تغرد الصقور ?
تقول القواميس ان صوت الصقر يسمي (غقغمة) وذلك ما اطلقه امس الاول ترامب وسميناه تغريدة.
كان ابرز مافي تلك الغقغمة هو اشتراط الدفع قبل احالة القرار للكونغرس للبت فيه بعد شهر ونصف (بعد الدفع) بمايخالف روح ومحتوي عبارة (الدفع قبل الرفع) تلك العبارة المنسية التي راجت حتي نهاية السبعينات قبل ان بطفيء محافظ الخرطوم الراحل مهدي مصطفي الهادي بريقها ليعيدها من ارشيف ذاكرتنا رئيس دولة عظمي!!!
كان المامول مدارة تلك العورة بان يظل الدفع بندا متفقا عليه بين الطرفين ويتم اعلانه حين يكتمل (الرفع) وترتاح النفوس اذ انه لابستقيم ان ادفع مقدما واظل ملتهبا ومشتعلا ومنتصبا ومحروقا بنار الشهوة لشهر ونصف دون ان (ارفع) ان للرفع طقوسه المرعية واهمها كسب الوقت وسرعة الانجاز ومراعاة (الباءة) !!
لم يراعي ترمب اداب (الرفع) الذي يتطلب احيانا بعض الخجل المصنوع وقدرا من الكفاف المستعذب وشيئا من الرجولة والانوثة في ان معا.
وليت ذلك المال كان ميسرا وفي طاعة الدوله .انه المال الذي كلف الحكومة التنازل الطوعي عن همتها في محاربة تجارة العملة وجعلها تتنكب الطرقات بحثا عن جلاوزة التجار كي تجمع الدولار وتصادق طائعة علي ارتفاعه وارتفاع السلع وانخفاض الناس!!!
اثبت ترامب عمليا ان الراسمالية في مسيرة توحشها لاعلاقة لها بالانسانية وعضد (حكم القوي علي الضعيف) واعاد قصيدة درويش:
امريكا هي الطاعون
والطاعون امريكا
كان المامول ان تحتفي امريكا ومنظومة الدول الديمقراطية بوثبة الشعب واختياره الديمقراطية اداة لحكمه ووسيلة لتطوره وكان الامل ان تفتح كل المنظومة الديمقراطية ابوابها وشبابيكها واذرعها ترحيبا بالقادم الديمقراطي الجديد المضاف الي نموذجها القابل للتفرهد والتمدد والملاشاة.
التزم السودان حرفيا بنص (الدفع قبل الرفع) وهاهو يتهيا لتلك اللحظة المشتهاة بالمشاعل والنار واللهب ونهم الاقتطاف مدفوعا بالتشهي واللظي والسعير والتحرق . اللهم بلغه مراده فهذا هو (الرفع) علي اصوله.
لكن ماذا اذا ما اعتذر ترامب بحجة ان له (عذر شرعي) في حالة عدم موافقة الكونجرس المتماهي كليا مع اسرائيل في حالة عدم التطبيع?!!!!