تأمُلات
كمال الهِدَي
. دعونا نفند بهدوءٍ بعضاً من إفتراءات وهراء كذوب إعلام البرهان (خالد الإعيسر) عبر قناة الجزيرة مباشر.
. لكن قبل ذلك أسمحوا لي بمقدمة مطولة بعض الشيء لعلها تزيد الصورة وضوحاً.
. فعلى أيام الثورة ضمنا قروب سياسي كبير ومهم حمل إسم (المنبر السياسي) بغرض دعم الثورة بكل الوسائل المتاحة.
. وأذكر مع بدء الإعتصام أو قبله بأيام – لا أذكر على وجه الدقة – أن ظهر إسم خالد الإعيسر في القروب.
. ولمعرفتي بصلابة مواقف معظم منتسبي القروب وجديتهم في دعم الثورة وحماسهم منقطع النظير في دعمها لم أتردد وتساءلت في التو واللحظة قائلاً ” الكوز ده الجابو هنا شنو” ، فكان رده ” دائماً تتهمون الناس جزافاً وسوف تثبت لكم الأيام من أكون”، وها هي الأيام قد أثبتت لنا من تكون يا خالد.
. بالطبع هذه واحدة من أخطاء الثوار حيث انخدعوا في الكثيرين وأتاحوا لهم الفرصة لكي ينالوا منها إعلامياً وهو ما نبهنا له حينها مراراً دون أن نجد آذاناً صاغية.
. نرجع لموضوعنا الأساسي فقد ذكر كذوب إعلام البرهان في حواره مع الجزيرة مباشر أنه لم يتذوق طعم النوم منذ قدومه للسودان وأنهم يعملون ليل نهار، لكن هل تصدق يا مواطن أنه قبل هذا اللقاء بيوم ظل نفس الرجل ينشر لنا بقروب للصحفيين المنشور تلو الآخر عن أخباره ولقاءاته، لدرجة أن إحدى الزميلات قالت له ما معناه أن شغل الترويج لنفسك ده يفترض أن تتركه لغيرك بعد أن صرت وزيراً.
يعني الإعيسر ليس مشغولاً للدرجة التي تمنعه عن النوم.
وهو أصلاً يا أهل الطب في زول ممكن يظل لأيام بلا نوم ويتمكن من ممارسة حياته بشكل إعتيادي لدرجة (اللعلعة) في حوار مع مباشر لما يقارب الساعة؟!
. ذكر كذوب إعلام البرهان أيضاً أنه لم يسأل عن راتب أو مخصصات وأنه يمكن أن يعمل بلا مقابل من أجل السودان والسودانيين، والسؤال الأول هنا: من أين ستقتات يا خالد لو عملت مجاناَ، ولو أنك ثري بما يكفي لما هاجرت لبريطانيا واستمت من أجل الحصول على جوازها، ولما رأيناك (تنطط) بين القنوات من أجل الوصول لهدفك الذي بدا لنا واضحاً.
. ثم أن برهانك نفسه ينوم وينكت ويشرب (الجبنة) ويسافر، فكيف تريدنا أن نصدق أن حرصكم على هذا الوطن وأهله يمنع عنكم النوم!
. وهو في زول مهموم بشعبه يقبل التعيين من طاغية أضاع البلد وأحال حياة أهلها جحيماً لا يُطاق!
. قال الإعيسر في اللقاء أنه كان يحاور الدعم السريع بعلم السلطات، وهنا انطبق عليه القول (الحرامي في راسو ريشة) وجعلني ذلك أصدق كلام يوسف عزت عنه خلال حوار ضمهما معاً عبر قناة الجزيرة نفسها بأنه كان يلهث خلفهم في الدعم السريع لكي يقبلونه معهم ليستقر بالإمارات.
. فأي عاقل لابد أن يتساءل عن الصفة التي جعلتك تفاوض الدعم السريع بعلم السلطات وقتذاك؟!
. هذا هراء لا يدخل عقل طفل غض.
. ولن أنسى أنك لم تصر على الإنضمام للقروبات الثورية من فراغ، فبعد تشكيل حكومة د. حمدوك رأيناك في مكتبه والإبتسامة تعلو وجهك، لكن يبدو أن الكديسة بعد أن لم تطال اللبن كان لابد أن تصفه (ب) العفن وهو ما فعلته مع قحت وتقدم وحمدوك.
. ولن
أنسى أيضاً قولك يوم إستقالتك (الوهمية) من قناة النيلين ” هذه دولة لا تحترم الإنسان ولا تحترم العمل، ولا تغلب المصلحة العامة وليس لنا مكاناً فيها”، ده كان كلامك يا خالد ولا تأليف من شخصي؟!
. فما الذي تغير الآن في هذه الدولة غير زيادة الأحوال سوءاً والقتل والدمار وتشريد الأبرياء!
. حاول خالد أن يخلط الأوراق في حواره بالحديث عن صورة حميدتي خلال الإعتصام وأن الثوار كانوا يرحبون به كبطل خوف الكيزان، والواقع أن ذلك الفعل كان جزءاً من خبث الكيزان الذين تسربوا وسط المعتصمين مثلما انضم شخص مثلك يا خالد لقروب (المنبر السياسي).
. أما الثوار الأنقياء حقيقة فقد ظلوا يهتفون ليل نهار ( العسكر للثكنات والجنجويد ينحل).