✍🏽 نجم الدين دريسة
وزير خارجية البرهان ظل بدأ يمارس نشاطه المرسوم له بدقة دون الرجوع حتي لمقر إقامة الحكومة في بورتسودان لاداء مراسم القسم والتسليم والتسلم من الوزير السابق والوقوف علي الترتيبات الادارية الخاصة بمكتبه والاطلاع علي الملفات الخاصة بالحقيبة الوزارية التي عهدت إليه .. قبل كل هذه الاجراءات التي هي من الاعراف البديهية المعلومة بالضرورة… لكن يبدو واضحا ان وزير خارجية عبد الفتاح البرهان ربنا تم تعيينه بتعليمات وأوامر من عبدالفتاح السيسي (مفيش فرق) خاصة وان الرجل هو صديق مصر الأول وكان يشغل منصب رئيس المبادرة الشعبية الدعم العلاقات السودانية المصرية … وهي مبادرة مصرية الصنع ومدعومة بشكل أساسي من الحكومة الرسمية وكأن العلاقات الشعبية المصرية تحتاج الي مبادرة .. وكما هو معلوم بالضرورة ان الشعب السوداني ظل يتأذي باستمرار من مصر الرسمية التي ظلت تتآمر علي السودان علي مدي قرن من الزمان بتدخلها السافر والبغيض في الشأن السوداني بسرقه موارده ومقدراته وثرواته وقتل شعبه عبر الفتن والصراعات والحروب وإجهاض ثوراته الشعبية والوقوف مع الانظمة الدكتاتورية ضد خيارات الشعب السوداني في الحكم تلك هي حقائق دامغة تؤكد حقيقة تعاطي السلطات المصرية علي مر التاريخ مع الازمة السياسية في السودان .
في لقاء لوزير الخارجية الجديد مع الوزير المصري اشار الاخير الي ان بلاده بصدد إستضافة الملتقي الثاني للقوي المدنية بالقاهرة … الملتقي الاول نفسه كان عبارة جوقة من الدهماء والمتردية والنطيحة وعملاء الدولة المصرية .. اختلفوا فيما بينهم ونصفهم رفضوا التوقيع علي ما اسموه خارطة طريق لحل الازمة السودانية … الذي يجعلك ترفع حاجبك فوق مستوي التعجب والدهشة ان الدولة المصرية تتحدث عن الازمة فى السودانية وهو توصيف كاذب ومخاتل وموغل في الدسيسة والخداع لأن السلطات المصرية التي ظلت تصنع في كل الازمات بما فيها حرب 15 أبريل 2023م عبرها دوائر نفوذ ظلت تمتلكها قبل ما يعرف بالاستقلال واكبر دائرة نفوذ للمخابرات المصرية هو الجيش السوداني الذي ظل مخلب قط للسطات المصرية لضرب الهبات الشعبية واجهاض التحول المدني الديمقراطي في السودان منذ انقلاب 1958م … وبالتالي هي غير مؤهلة اخلاقيا لتقديم اي مبادرة أو إستضافة مؤتمر أو ملتقي لانها متورطة في حرب الخامس عشر من أبريل وقبلها انقلاب البرهان 2021م وبالتالي هي متآمرة بشكل دائم علي الشعب السوداني وعلي قوي الثورة والقوي المدنية وهذا ما يجعلها علي الدوام تطبع مع القوي المعادية الثورة أو ما يعرف بقوي الردة وهي الان تستضيف مدير جهاز مخابرات نظام المخلوع البشير ..الفريق أول صلاح قوش ورئيس وزرائه محمد طاهر إيلا وعدد من رموز النظام المباد وغرفهم الاعلامية وطيرانهم وما خفي اعظم .
المضحك ان مصر الرسمية لا تزال سادرة في غييها وتشير في معظم التصريحات الخاصة بمسؤوليها عن دعم مصر الكامل لمؤسسات الدولة السودانية … عن اي مؤسسات يتحدثون والسوانيين حتي لحظة كتابة هذه السطور خرجوا في عدد من الثورات من اجل بناء وتأسيس دولة سودانية علي اسس جديدة عادلة وهذا يؤكد ان هذه المؤسسات حتي الشعب السوداني لا يدعمها لانها لا تمثله ولا تعبر عنه فما الذي يجعل مصر تتمسك بمؤسسات الدولة السودانية لانها مؤسسات نخبوية مرتبطة ومرتهنة وتمارس كل أشكال الاذعان والخضوع والرضوخ للدولة المصرية .. وهي مؤسسات تحافظ علي المكتسب التاريخية للقاهرة وهي حقائق استوعبها شعبنا تماما وقادر علي التعاطي معها بذهنية مفتوحة ووضع حد للاستغلال والغطرسة والبلبسة المصرية والكل فهم ان مصر هي الجارة التي تفوق سوء الظن العريض.