(علي كل) محمد عبدالقادر يكتب.. دقت ساعة الجد.. السودان في خطر ..!!
السودان في مفترق طرق حقيقة لا يختلف حولها اثنان ، الاوضاع تنحدر نحو الهاوية بوتيرة متسارعة لم يكن يتوقعها اكثر المتشائمين ، تحتاج بلادنا في هذا الظرف التاريخي الدقيق الي العقلاء الذين لايشترون اللحظة علي حساب المستقبل ولا يرجون علوا وسلطة علي جماجم الناس وباي ثمن .
بالامس رسم رئيس قوى نداء البرنامج الوطني د. تجاني سيسي صورة قاتمة للاوضاع بالبلاد في ظل الوطأة الاقتصادية والازمات السياسية والامنية ، وكان موفقا للغاية في تشريح الواقع الراهن خاصة في جوانبه الملغومة ذات الاستقطاب الاثني والقبلي المهدد لوحدة البلاد.
السيسي الذي كان يخاطب حفل تدشين مشروع البرنامج الوطني للفترة الانتقالية بقاعة الصداقة اوقد شمعة بدلا من ان يلعن الظلام ، ودفع بمشروع مع العديد من الاسماء نتمني ان يجد حظه من التداول والنقاش المفضي الي خير بلد باتت تعيش (علي كف عفريت) اذ لن يستطيع احد ومهما اوتي من مفاتيح التحليل والتأويل التنبؤ بما يمكن ان يحدث غدا.
المناسبة كانت حدثا يستحق الاحتفاء لانها جاءت في توقيت يلتمس فيه الناس المخارج، بات السؤال المركزي الذي يشغل بال السودانيين هو ، الي اين تسير البلاد ؟، في السابق كان ابناء بلدي يسالون عن البديل واليوم تستبد بهم الهموم عن مصير السودان لا من سيحكمه بعد ان تزايدت حدة الاستقطاب وسادت لغة الغبن والتشقي واندلعت الازمات واحدة تلو الاخري سباسية كانت ، اقتصادية او امنية.
لاحظت ان القاعة وقد اتسعت لاكثر من (1200) شخص ضاقت بالحاضرين ، وان الذين تدفقوا بالخارج كانوا اكثر ممن دخلوا الصالة التي كانت تضج بالهتاف المعبر عن نفاذ صبر الناس علي ما يعايشونه من اوضاع مزرية ومتردية، جل الخضور كان من اطراف الخرطوم اكثر المناطق تاثرا بالازمات بالطبع، الحضور وكثافته وهتافاته يحكي عن تغير مهم في معادلة الشارع ينبغي ان تنتبه له قوي الحرية والتغيير ، عليها ان لاتهمل صوت هؤلاء وتجعله يضيع في زحمة الغبائن والتصنيفات السياسية.
سيقول لك البعض ان السيسي ورفاقه من قادة احزاب البرنامج الوطني وفي مقدمتهم غبدالله مسار وبشارة ارور وابوالقاسم برطم واخرين كانوا شركاء للانقاذ ودخلوا بر لماناتها حتي لحظة سقوطها، لنقول ومن الذي لم يشارك البشير الحكم بين مكونات القوي الحاكمة الان من اقصي اليمين الي ابعد اقاصي اليسار باستثناء المؤتمر السوداني وعبدالواحد محمد نور.
ان المصلحة العامة تقتضي النظر بوعي وتروي الي مضامين المشروع الذي دفع به الدكتور تيجاني السيسي ورفاقه امس ولعل كلمة (مشروع) تختزل قدرا من التسامح والانفتاح علي الاخر وقبول كافة الاراء التي بامكانها ان تحذف وتضيف طالما اننا نتحدث عن امر وطن ليس ملكا لاحد باي حال من الاحوال.
اجاد المشروع المطروح توصيف الحالة السودانية واركان الوطن تتداعي يوما بعد الاخر وكان موفقا في تلمس الثغرات التي تجعلنا اكثر اشفاقا علي مصير بلد نراه الان في (مهب الريح).
يحمد لـ(سيسي) ورفاقه طرحهم لمشروع يتصالح مع الفترة الانتقالية ويرحب باتفاق السلام ولا يطرح القوي التي تقدمت به بديلة لمن يحكمون الان ، ترتيب المناسبة والحشد الكبير ينبئ كذلك عن تحول في عقلية الشارع الذي كان يري في مقدمي المشروع رجسا من عمل الانقاذ لكنهم يثبتون الان انهم رموز مهمومة بالشأن الوطني بعيدا عن الاستقطاب والتصنيفات .
اعجبتني اشارة مشروع برنامج القوي الوطنية الي حدة الاستقطاب بشتى اشكاله وتاكيدها علي انه ينخر كالسوس في جسد الوطن ومطالبته باهمية تداعي السودانيين بمختلف مكوناتهم ومدارسهم الفكرية وتياراتهم السياسية الي هبوط ناعم وسلس يعبر عن التغيير الحقيقي الذي انتظره كل السودانيين.
وضع د.تيجاني سيسي الملح علي الجراح وهو يشير الي ما يحدث الان من ضعف في الانتماء الوطني بسبب الاستقطاب القبلي والجهوي علي خلفية مايحدث في الشرق والغرب .
اتمني علي حكومة الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء ان تولي المشروع المطروح الاهتمام اللازم، لقد علمت انه لم يلتق هذه المجموعة حتي الان ، اتمني ان يعمل علي الاستفادة من الملاحظات المكتوبة والحلول المطروحة ، الجميع يلتمس الان المخرج ، الوطن ليس ملكا لاحد ،
بعض ما نعيشه اليوم سببه التشفي والغبائن والاقصاء الذي مارسه الحكام الجدد في مواجهة بعض الاحزاب والقيادات السياسية ، خذوا ما يمكن ان ينفع بلادنا من مشروع وطني ارى انه لخص المشكلات وطرح خارطة طريق للحلول… والا… فالطوفان قادم والتشظي ودمار السودان متوقع، افتحوا نوافذ الحوار مع الجميع ياحمدوك ، وحققوا الوفاق الوطني المطلوب.. فالوطن يضيع الان.
صحيفة اليوم التالي