أظهر تسريب صوتي جديد، أن الاستخبارات والمخابرات أصبحتا أداة يستخدمها شمس الدين الكباشي لإفشال التوافق السوداني والسيطرة على قائد الجيش.
الخرطوم: نقلا عن التغيير
كشف تسريب لمحادثة صوتية، عن دور مؤثر لعضو مجلس السيادة الانقلابي، نائب قائد الجيش السوداني شمس الدين كباشي، في التآمر على الفترة الانتقالية المنقلب عليها، والتجسس على الأحزاب والسفراء واختراقهم بما في ذلك مكتب البعثة الأممية.
والتسريب الذي نشره المحقق والناشط مجاهد بشرى على صفحته بـ(فيسبوك)، السبت، هو الثالث في سلسلة محادثات صوتية بين منسوبي وقيادات الحكومة الانقلابية الذي يكشف حجم التآمر على الانتقال والذي قاد في النهاية لاندلاع حرب 15 ابريل 2023م.
وكان قد نشر تسريباً لمكالمة بين مدير الشركة السودانية للموارد المعدنية المقال مبارك أردول وشخص اسمه محمد عثمان، أوضح تورط كباشي في تهديد السفير السعودي علي بن حسن جعفر لتعطيل مشروع الاتفاق الإطاري.
تسريب تسجيل صوتي
شق الصف وعرقلة الاتفاق
وتضمنت المحادثة الجديدة- التي دارت بين العميد عبد العال الأمين من الاستخبارات العسكرية والمدعو محمد عثمان نفسه- اعترافاً واضحاً بمتابعة وإشراف كباشي على عمل استخباري يستهدف شق صف القوى المدنية وعرقلة الاتفاق الإطاري وتسلم المدنيين للسلطة.
كما كشفت عن مباركة كباشي لعمليات رصد نشاط القوى السياسية والسفيرين الأمريكي والسعودي وبعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال المنتهية ولايتها، وزرع جواسيس داخلهم من بينهم مصعب هباني الذي يعمل في مكتب رئيس البعثة فولكر بيرتس، والذي تردد أنه وصل إلى هذا العمل عبر دعم منسوبين للحركة الإسلامية.
وأشارت المحادثة إلى متابعة كباشي الشخصية لما قام به المحسوبون على الحركة الإسلامية وأذرعها في خلق الأزمات الاقتصادية لمحاصرة قوى الحرية والتغيير وقطع الطريق على تولي المدنيين لمقاليد الحكم، ورصد اجتماعات ونشاطات الأحزاب واتخاذ خطوات بشأنها.
وأكد طرفا المحادثة أن كباشي يتابع رصد كل الأطراف وحدد الأهداف المراد ضربها سياسياً، ونوه إلى دعمه لمشروع شق الحركات المسلحة لخلق التوازن الذي يساعد في تنفيذ مخططهم، ودعا أحدهما إلى استخدام الأجهزة والتقنيات في مراقبة نشاط الأحزاب والبعثة الأممية والسفراء، واقترح تضييق مناخ الحريات وتفعيل البلاغات المفتوحة ضد القيادت المدنية.
وناقش المتحدثان- بحسب التسريب- ضرورة القيام بذات العمل الذي تم داخل الحركات المسلحة مع قوات الدعم السريع، وتطرقا إلى الاستراتيجية التي تتضمن عملاً إعلامياً واستخبارياً واقتصادياً.
إشعال الحرب
وقال الناشط مجاهد بشرى عن التسريب، إنه يوضح بجلاء لماذا اشتعلت حرب 15 أبريل 2023 ومن الذي اعد العدة لإشعالها والأطراف المتأمرة والتي لها مصلحة في إشعالها وتشريد الشعب السوداني وصنع ازماته.
وأضف أن التسريب الأول أثبت أن جهاز الاستخبارات العسكرية والمخابرات العامة أصبحا آدلة يستخدمها قائد الانقلاب العسكري وقائد الحرب الحقيقي الفريق أول شمس الدين الكباشي في العمل على إفشال اي توافق بين (الجيش والدعم السريع) وبين (الجيش والحرية والتغيير) والسيطرة على قائد الجيش لمنعه من اتخاذ قرارات كان من شأنها أن تنهي الأزمة السياسية في البلاد وتعالج مسألة تعدد الجيوش وخروج العسكر من السياسة والاقتصاد وهو ما يرفضه قادة النظام البائد وأعوانه داخل الجيش، الذي يعتبر مطيتهم المفضلة للوصول إلى السلطة.
وأضاف أنه “من الصادم أن تكون كل أزمات الشعب السوداني من قطوعات كهرباء وغلاء معيشة وشح الوقود والمواد الغذائية هي من صنع العسكر الذي يدّعون الآن انهم يقاتلون من أجل كرامة الشعب السوداني وهم من افقره واذله وسرق موارده والان يروجون انهم يقاتلون من أجل كرامته، فقط ليقبل بوجودهم في السلطة، وهو نفس ما قامت به الحركة الإسلامية قبل انقلابها المشؤوم في 1989 وعادت لتكراره الإعداد لحرب أبريل 2023”.
ونبه إلى عمل المؤسسات العسكرية بقيادة كباشي بصورة دؤوبة لقطع الطريق امام أي حلول للأزمة السياسية ووصول الأمر إلى التنصت والتجسس على السفراء والأحزاب السياسية من جهة، والتجسس والتنصت حتى على مقار الاجتماعات.
وقال إن تلاعب هذه الأجهزة بالمشهد السياسي والثوري وصل حد اختراقها للجان المقاومة واختراق الميثاق الثوري لسلطة الشعب، كما عملت الاستخبارات العسكرية على تقسيم الحركات المسلحة لتصبح ذراعاً وحاضنة سياسية وعسكرية جديدة بديلة للحرية والتغيير والدعم السريع، بجانب تلفيق التهم لقادة الحرية والتغيير.