منعم سليمان
بالامس سيطرت قوات الدعم السريع وفرضت إرادتها العسكرية على الفرقة (17) مشاة (سنجة) التي سقطت كأوراق الشجر، رغم الأكاذيب والشائعات والخُطب الحماسية والأناشيد الإرهابية (الجهادية)، سيطر (أشاوس) الدعم السريع ويستحقون هذه الصفة عن جدارة واستحقاق على عاصمة ولاية سنار وبالتالي تعتبر الولاية كلها في قبضة (الدعامة)، إذ حرروها بعزيمة الرجال وبسالتهم وإيمانهم بقضيتهم وتركوا الفلول والمتطرفين والإرهابيين وجيش (سناء/ كرتي) يبكون كالنساء في خدورهن، وكما قال قولهم السديد:
“الما عنده رجال أُمه بتبكي”.
الحرب صناعة الرجال والقتال لا يكون بالأكاذيب والتخرصات، وإنما بالتخطيط العسكري الدقيق وبالتكتيكات الحربية البارعة والمدروسة جيّداً، لكن هذه جميعها لن تحقق نصراً ما لم ينفذها على الأرض رجال شجعان مؤمنون بقضيتهم يموتون ويحيون عليها.
وملحمة الفرقة (17) مشاة، بدأت في جبل موية، ثم تقدّمت الدعم السريع خطوات تكتيكية استطلاعية تمويهية رائعة نحو سنار، التي يوجد بها (لواء) يتبع للفرقة (17) سنجة، وهذا اللواء قد أصبح عملياً في (طاعة الله) بعد تحرير الفرقة التي يتبع لها.
يالها من ملحمة أسطورية وخطة عسكرية مُحكمة، أثبتت عملياً أن الدعم السريع تعمل وفق استراتيجيات وتكتيكات يعجز عنها من يتباهون بأنهم خريجو ما تُسمى بالكلية الحربية التي انتهت تماماً منذ انقلاب الكيزان 1989، إذ دمروها وحولوها من كلية تدرس العلوم العسكرية إلى تدريس الفقه الإخواني والولاء والبراء وربما كان لديهم منهجاً يُعلّم الضباط كيف يصبحوا فاسدين، كما يعلمهم الكذب وأساليب الهروب من المعارك الكُبرى والصغرى أيضاً.
في ملحمة سنجة أخرج أشاوس الدعم السريع جيش البرهان ومستنفريه ومجاهديه وبراءه خارج مسرح العمليات العمليات العسكرية بخسائر فادحة، لم تحصى حتى لحظة كتابة هذا المقال، فيما المؤكد ان أغلبهم مارسوا – كدأبهم – القتال بالفرار، مع عتاد عسكري ضخم، ما تم حصره منه حتى اللحظة بحسب التسريبات؛ (112) عربة قتالية بحالة جيدة و(250) دراجة نارية، و(4) دبابة، والحبل على الجرار.
وفي خطوة طبيعية بالنسبة لأي جيش منتصر، لا بد أن يضع بصمته على انجازاته، وسنجة انجاز عظيم كما تعلمون، لذلك أطلقت قوات الدعم السريع على الفرقة (17) مشاة، بعد تحريرها من دنس الفلول والإرهابيين والكذابين الجبناء الرعاديد، اسم الفرقة السادسة.
وبتحرير الفرقة (السادسة)، تكون مُدن سنار، المناقل، ربك، كوستي، الدمازين، وبالمجمل ولايات سنار، النيل الأزرق، والنيل الأبيض قد خرجت من قبضة الإرهابيين وتحررت بواسطة الأشاوس وأصبحت فرقها العسكرية الفلولية خارج مسرح العمليات العسكرية.
ليس ذلك فحسب، بل ستكون ولايتي القضارف ونهر النيل في عِداد الولايات المُحررة، حيث تم قطع جميع الطرق إلى شرق السودان والنيل الأبيض، فماذا تبقى للضباط الأربعة المعتوهين (صبية) علي كرتي وألعوبة الإخونجية غير الهروب ومغادرة البلاد؟، وماذا تبقى للمرتزقين المخضرمين الوالغين في الحرام والعهر السياسي الارتزاق (مناوي وجبريل) غير بضعة شوارع من فاشر السلطان يتجول فيها صبيتهم المُغرر بهم بقلوب خائفة ومرعوبة، فالفاشر في حكم (الساقطة)، أما نهر النيل فقد تبقى قرار الهجوم على شندي فقط، لأن المسافة بينها و(حجر العسل) فركة كعب، إذا شهق الدعم السريع في (العسل) سمع أهل شندي زفيره أو (زئيره).
لا شك، أن تحرير (سنجة) يُعتبر علامة فارقة في مسيرة حرب الخامس عشر من أبريل التي أشعلها البرهان وفلوله وكيزانه، ولا شك أن الإستيلاء على جبل موية كان القشة التي قصمت ما تبقى من ظهر الإرهابيين، وإن ما تبقى من الفرق والحاميات ستتعامل معها قوات الدعم السريع على سبيل (القزقزة) والتسلية والترفيه، لكن هذا لا يعني أبداً التهاون والتراخي والغرور، واشاوس الدعم السريع لا يعرفون هذه المعاني، فهم دائماً كالأسود الضارية والنسور الجارحة والطيور الكاسرة في حالة تأهب وانقضاض و(جغم)، لا يغرنهم انتصار ولا تحطم معنوياتهم هزيمة وإن لم يذوقوها قط منذ بداية الحرب ولن يذوقوها حتى نهايتها.
وكما قال عنترة بن شداد: ” أنا في الحربِ العوانِ، غير مجهول المكانِ/ أين ما نادى المنادي في دُجى النقع يراني”.
إلى الأمام أيها الأشاوس الشجعان .. أنتم الرجال وسواكم أشباه الرجال.