يونس جمعة بوش
في تاريخ دارفور المتوارث سجلت حالتين عقاب لقبيلة الزغاوة الاولى من قبل مستر مور الذي حرم اي فرد من قبيلة الزغاوة التوغل جنوب مدينة كتم وحصر حركتهم من مدينة كتم وشمال
الحالة الثانية هي عندما اندلع التمرد في دارفور في العام 2003 اتخذت حكومة المؤتمر الوطني عدد من الحيل العقابية لقبيلة الزغاوة منها قانون (افقروهم) بمعني أن تمارس ضدهم سياسة الإفقار المتعددة بالتضييق عليهم في الأسواق وفرض مزيد من الضرائب والرسوم والاتاوات الحكومية مثلما حدث في سوق ليبيا وانتهاج سياسة تمكين اولاد شندي وأولاد ابوكليوة واعفائهم من الجمارك والضرائب والرسوم الحكومية مقابل منافسة وطرد الزغاوة من الأسواق خصوصا سوق ليبيا في امدرمان الأمر الذي كلف قبيلة الزغاوة كثيرا مما جعل الكثير منهم يهاجر إلى العديد من الدول الافريقية.
ذكرت هذه المقدمة عندما استمعت إلى بيان قبيلة الزغاوة بجنوب دارفور التى ايدت إدارة الحكم المدني بولاية جنوب دارفور بهذه الخطوة الشجاعة والذكية تؤكد أنها انحازت للجغرافية تماشيا مع معطيات واقع جديد استفادت منه قيادات الزغاوة بجنوب دارفور من تجارب الماضي التى دفعت فيه القبيلة اثمان باهظة في الأرواح والممتلكات اختارت قبيلة الزغاوة أن تراعى مصالح أبنائها في جنوب دارفور الذين تعايشو مع أهل جنوب دارفور وانصهرو اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا بعيدا عن مواقف مني وجبريل ومجلس شوري احمد ادم تليس الذي فضل أن يتحالف مع الجلاد مع دولة 56 وجيشها الذي هجر أبناء الزغاوة في مدن كرنوي امبرو الطينة التى ما زال أهلها في معسكرات اللجوء في شرق تشاد دون أن يحصدو اي مكاسب من دخول جبريل ابراهيم وزارة المالية ولا تولى مناي حاكما لاقليم دارفور.
بهذه الخطوة قطع زغاوة جنوب دارفور الطريق أمام كل من يريد أن يتاجر بقضيتهم فانحازو إلى الجغرافية مراعاة لمصلحة الوطن العليا بعيدا عن مزايدات سياسية.
يونس جمعة بوش
هولندا
28يونيو 2024