تناولت الصحافة المصرية ومواقع التواصل الاجتماعي أخبار متواترة عن حالات الانتحار بين أوساط السودانيين اللاجئين في مصر بمعدلات مخيفة حيث أشارت احصائيات غير رسمية عن وقوع حالات انتحار بمعدل (5) حالات أسبوعيا خاصة بين فئتي النساء والشباب في ظل تردي الأوضاع والظروف المعيشية والإحباط في ظل تجاهل تام من السفارة السودانية في القاهرة.
ويقول الناشط المجتمعي محمد الخير الذي يقف علي تقديم خدمات اجتماعية بمدينة السادس من اكتوبر (غرب القاهرة) أن هناك عدد كبير من حالات الانتحار شهدتها المنطقة وحالات أخري تم إنقاذها بعد أن اوصدت الحياة أبوابها أمام العديد من الأسر ،بجانب وفيات أخري بسبب العجز في الوصول إلي العلاج وأشار إلي أن مقابر عثمان القريبة من منطقة عثمان والتي كانت مخصصة لدفن أفراد الجالية السودانية امتلأت عن آخرها بما أسهم في معاناة اللاجئين السودانيين لتوفير مقابر بديلة.
واضاف بأن هناك مقابر يتم شراؤها حيث يبلغ قيمة القبر 15000الف جنيه مصري ما يقارب 350 دولار مما جعل عدد من الأسر تتخلى عن موتاهم بداخل المستشفيات، ويمضي الخير إلى أن السفارة السودانية نفسها تستثمر في معاناة اللاجئين السودانيين بفرض إجراءات عبر مكتب (حانوتي) تكلف ما يقارب 200 دولار بما يعمق مأساة الأسر السودانية في القاهرة. ومن المدهش أن مكتب الحانوتي لديه تفويض من السفارة حصريا لإكمال الإجراءات.
وعلي ذات الصعيد أبدت العديد من المنظمات الإنسانية السودانية والمصرية تضامنها مع المحنة التي يمر بها اللاجئ السوداني بعد أن تخلت عنه سفارة بلاده واصبح بالنسبة لها موردا للجباية، وتكفلت منظمة إكرام الإنسان بدفن اعداد مقدرة من السودانيين الذين عجزت أسرهم من دفنهم .
وحذرت منظمة (من أجل سودان معافي) من تزايد نسب الانتحار بين أوساط السودانيين بعد تطاول أمد الحرب وفشل كل محاولات المفاوضات السابقة لتعنت قيادات الجيش التي لم تفزعها احصائيات وفيات السودانيين بجانب تشرد ملايين الطلاب وتمزيق كثير من الأسر التي افترشت الأرصفة في بعض نواحي القاهرة والإسكندرية.
ويقول الضو كبير اخصائي اجتماعي بأن الوضع ينذر بمزيد من الخطر، وخاصة أن السفارة باتت غير معنية بأوضاع اللاجئين ومن المؤسف أنها تعمل لاستثمارهم مادياً وإعلاميا، والخطر أن هناك تصنيف مناطقي وجهوي تجاه اللاجئين بما يعمق في النسيج الاجتماعي للسودان.