الجريدة هذا الصباح..
رئيس الوزراء دخل مربع الخديعة القائم على التلاعب بالكلمات ليوهم الشعب السوداني أن بلاده آمنة.
والحكومة عائدة للعاصمة الخرطوم!!
أطياف
صباح محمد الحسن
جدول مدروس!!
طيف أول :
طبول تدفع في ظلام المتاهة
كل خلايا النُهى التي سيّجت معاني الحقيقة.. ولكن!!
ويقول جان بول سارتر: “نحن لسنا ما نقول، بل نحن ما نفعله” ، وليت رئيس مجلس الوزراء في الحكومة الإنقلابية د. كامل ادريس بصفته مؤلف وقارئ أن يدرك أن القيمة في العمل وليست في القول، الإدراك الذي يجب أن يسبق إعلانه عن رغبة الحكومة في بدء عملية الإنتقال التدريجي للوزرات والمؤسسات الحكومية الي العاصمة القومية الخرطوم.
والخبر في عنوانه يكشف عن خطوة عملية ممتازة لرئيس الوزراء الجديد تكشف عن وضع أسس وقواعد لبداية عمل الحكومة على أرض الواقع
إلا أن كامل قال إن هذه الخطوة ستتم وفقا لجدول زمني مدروس ( يراعي الجوانب الفنية والإدارية والبشرية ويضمن استمرارية تقديم الخدمات دون انقطاع بجانب دعم خطط إعادة تأهيل البنية التحتية للعاصمة)
مايعني أن الحكومة لن تنتقل ، ولكنها تتلاعب بالتصريحات فالجدول المدروس لابد أن يضمن استمرارية تقديم الخدمات دون انقطاع أي أن العاصمة الخرطوم يجب أن يتم فيها
اعادة اعمار تبدأ مثلا اولا بمحطات الكهرباء فهل يعلم رئيس الوزراء أن خسائر محطة كهرباء قري فقط قدرت بـ 700 مليون دولار، وتم تدمير أكثر من 11 ألف عمود كهرباء، والشبكة العامة خسرت محطة تنتج حوالي 300 ميغاواط/ساعة، قبل اندلاع الحرب بساعات !!
ويقول خبراء الطاقة أنه لايمكن إستعادة محطة كهرباء قري بالخرطوم بحري ان لم تحصل الحكومة على تمويل ضخم لإستيراد المعدات والآليات التالفة التي تعرضت إلى أضرار كبيرة بسبب الحرب لأكثر من عامين
وكان الباحث في مجال الطاقة حسن عبد الغفار، في حديث سابق له لشبكة “عاين” قال إن خسائر محطة بحري الحرارية تحتاج الي حوالي 300 مليون دولار لإستعادتها حتى مراحل التشغيل وضخ 400 ميغاواط/ساعة إلى الشبكة العامة، وهذه التكلفة لا تتوفر للقطاع الحكومي، حتى لو توقفت الحرب ما يعني الحاجة إلى استقطاب قروض من المؤسسات الدولية بواسطة حكومة معترف بها دوليا).
فهذا قطاع الكهرباء فقط اما
عن ماذكره ادريس ووضعه ضمن جدول العودة وهو (إعادة تأهيل البنية التحتية للعاصمة)
فتكلفة إعادة إعمار البنية التحتية في السودان (بما في ذلك الخرطوم) قد تصل إلى 300 مليار دولار، وقد تزيد على ذلك) وبما أن كامل ادريس رئيس مجلس وزراء السودان وليس الخرطوم فبعد ان ينتقل الي العاصمة الخرطوم فهو مطالب بتوفير إعادة تعمير بقية الولايات التي تشير التقديرات إلى ان تكلفتها تبلغ 700 مليار دولار.
ويقول ادريس في تصريحاته : ( يأتي قرار الإنتقال للعاصمة الخرطوم لتنفيذ الرؤية القومية لتعزيز الحوكمة وتحقيق التنمية المتوزانة انسجاما مع الخطة الاستراتيجية الرامية الي تفعيل دور العاصمة القومية كمركز اداري متكامل)
ولو أعاد القارئ معي العبارات بين “الهلالين” سيجد كلمات إنشائية مطاطية تكشف أن رئيس الوزراء دخل مربع الخديعة القائم على التلاعب بالكلمات لخدعة الشعب السوداني ليوهمه أن بلاده آمنة، فالرجل يريد فقط أن يشغل الناس بعملية عودة الحكومة للخرطوم بحديث للإعلام لا أكثر ، على ذات النهج الذي مارسته الحكومة على المواطن بدعوتها الزائفة للمواطنين بالعودة الي عاصمة تفتقر لابسط مقومات الحياة وعلى رأسها مياه الشرب حتى نال المواطن كفايته من تلوث الماء والهواء ومات بالجملة!!
وكامل ادريس ليبدأ اولا بخطة توفير الخدمات للمواطن الذي ظل يتواجد في العاصمة لأكثر من سنتين او ليقرر نقل حكومته الي الخرطوم بحالتها الراهنة ليقاسم المواطن معاناته ويبدأ في تنفيذ إعادة الخدمات من كهرباء ومياه شرب حتي يحقق كل الاهداف التي تشملها خطته
ولكن دون ذلك تظل هذه وعود وأحلام سرمدية لاعلاقة لها بأرض الواقع ، فبداية الإعمار للخرطوم لاتبدأ من الداخل لأن رئيس وزراء الحرب يعلم أن العاصمة ماهي إلا “اكوام من الأنقاض” بلامصانع وبلا مؤسسات وان ايرادات الدولة في بورتسودان يتم تقسيمها على 7 اشخاص تذهب الي حساباتهم الخاصة
لذلك سيجد ادريس نفسه يدور في نفق مظلم يتأبط شهاداته الأكاديمية ومعها خطة احلامه الوردية التي لاسبيل لتطبيقها على ارض الواقع دون أن يستطيع ان يوفر لحكومته دعما وقروضا مالية عبر شبكة علاقات دولية فالباحث نفسه اشترط في تحليله “حكومة معترف بها دوليا” وهذا مالم يكن من نصيب ادريس فعلاقاته الدوبية سطحية متواضعة لن تمكنه من تحقيق اهدافه، وسيجد نفسه كان فريسة في “وادي الذئاب” عندها لن يفيده الندم ولو حدث نفسه بأربع لغات !!.
طيف أخير :
#لا_للحرب
رغم البدء العنيف من اسرائيل والرد الضعيف من إيران فإن الأخيرة ستكون مجبرة لمواصلة الحوار بسبب ضائقتها الإقتصادية وإن علقت مفاوضاتها بسبب الهجمات فستعود قريبا للطاولة
غمضُ العين عن شرّ ضلالٌ *** وغضّ الطرف عن جورٍ غباءُ
الجريدة