أصدر قائد الجيش قرارا بتشكيل لجنة تحقيق حول ما أسماه مزاعم امريكا حول استخدام الجيش للسلاح الكيميائي في حرب ابريل الحالية هذه الذهنية تعكس حالة من الاستهبال والمراوغة التي عرفت بها نخبة دولة 56 والا فكيف يكون قائد الجيش لجنة للتحقيق في أمر هو نفسه من يشرف عليه باعتباره القائد العام للجيش فنوعية هذه الأسلحة جرى العرف في كل العالم أنها تخضع للتعليمات المباشرة من القائد العام أو رئيس الجمهورية وفي أمريكا نفسها يتم تسليم الرىيس الجديد الشنطة النووية وهي تحوي ما يشبه السيستم والأوامر الخاصة بهذا السلاح الخطير ولذلك فإن تكوين هذه اللجنة الغرض منه هو ممارسة الألهاء والتسويف وربما اخفاء الأدلة والأوامر الخاصة بتعليمات استخدام هذا السلاح وتعليقها في الفراغ أو جعلها صادرة من شخصيات غير مؤثرة وليست لها أدوار سياسية وقيادية في سلطة الجيش ، سلطة بورتسودان والنخبة السياسية في السودان القديم لن تدخر جهدها في التلاعب بالادلة والملاحظ أن اعلام الجيش ظل يتحدث عن وباء الكوليرا والعالم كله يعلم بأن الكوليرا ليست من الأمراض التي تنتشر في أيام الصيف حيث تنعدم الأمطار وبرك المياه الراكدة كما أن مياه النيل لا تنقل مثل هذه الأمراض لانها متحركة بل كل المياه المتحركة لا تتمكن الجراثيم و الميكروبات الناقلة للعدوى من العيش فيها ولكن عقلية هذه النخبة التي أدمنت الكذب لن تفكر حتى في حبك الأكاذيب حتى يسهل تمريرها … لكن الجديد والذي يراقبه العالم والإعلام هو صدور استغاثات عبر السوشيال ميديا من أطباء يعملون في امدرمان حيث انكشف أمر استخدم السلاح الكيميائي يتحدثون عن حجم الكارثة وعن عدد الضحايا حيث تمتلئ قروبات الواتساب الخاصة بالاطباء بالافادات المتعلقة بحجم الاصابات وتنوعها ما بين إصابات الجهاز التنفسي والهضمي والعيون والجلد وهي العلامات الأساسية للتعرض للتلوث بالغازات الكيمائية المستخدمة كسلاح فضلا عن أن الجيش في معارك كردفان الأخيرة كان قد ترك ذخائر وواقيات وأقنعة تقي مستخدم السلاح والذخيرة الكيمائية من آثارها وهي منشورة في تطبيق فيسبوك ولذلك فالأمر الآن تعدى مسألة التحقيق لأن السلاح أصبح يستخدم علانية دون أدنى خوف من عقوبات العالم ولن أتحدث عن ضمير قادة الجيش أو حسهم الوطني فهذا أمر هم ابعد ما يكونوا عنه فالحروب التي شنها الجيش ضد السودانيين منذ الاستقلال والى الآن هي خير شاهد على انعدامه ولكن ما بالهم لا يلقون بالاً للعالم ، ليس هناك سبيل أمام المجتمع الدولي لإيقاف هذه العصابة التي تقتل شعبها بكل صنوف الأسلحة المحرمة وغير المحرمة الا بالتدخل العسكري المباشر أو غير المباشر لإيقاف قتل السودانيين عبر فرض اجندة التغيير والسلام والعدالة في السودان وطي هذه الصفحة من تاريخ السودان وأفريقيا مرة واحدة والى الأبد…