تقول لنا مهدي عضو الهيئة القيادية للقوى المدنية المتحدة “قمم”، والقيادية في تحالف السودان التأسيسي “تأسيس”، “الانتهاكات التي ارتكبتها بعض الفصائل الموالية للجيش في عدد من المناطق السودانية لم تعد محل جدل بل باتت موثقة ومشاهدة بالصوت والصورة، حيث تعرض المدنيون في مناطق عديدة للنهب والاعتقال العشوائي والتصفية على الهوية، إضافة لحملات تهجير قسري وتطهير عرقي خاصة في مناطق بحري وجنوب الخرطوم وشمال كردفان وهي ممارسات ارتكبتها ميليشيات قبلية ترفع شعار دعم الجيش، لكنها تتحرك خارج أي قانون أو ضوابط”.
أدوات إعلامية
وأضافت في حديثها لـ”سبوتنيك” :” اتهمت تلك الفصائل بارتكاب مجازر ميدانية ضد الأبرياء وسط صمت حكومي وتواطؤ بعض القيادات الذين سعوا لتوظيف هذه الفصائل كأداة ضغط ميداني وسياسي ضد قوات الدعم السريع والكيانات المدنية المطالبة بالانتقال الديمقراطي، ومع تصاعد هذه الانتهاكات صدرت إدانات محلية ودولية واسعة ضد ما وصفته منظمات حقوقية بالمليشيات التي تتدثر تحت غطاء حكومي”.
وحول التقدم الذي أعلن الجيش تحقيقه خلال الساعات الماضية وتراجع الدعم السريع تقول مهدي: “ما يُقال عن تراجع الدعم السريع في الخرطوم وأم درمان هو تضليل إعلامي يروّج له الإسلام السياسي عبر منابر وأدوات إعلامية مرتبطة بتمويل خارجي، إذ إن ما جرى فعلياً هو عملية إعادة تموضع استراتيجية وتوزيع للقدرات العسكرية بما يحقق التفوق في معارك طويلة الأمد على مستوى العاصمة والأقاليم، وقد أكدت الوقائع على الأرض أن الدعم السريع لا يزال يحتفظ بقبضته على المواقع الحيوية في العاصمة، كما تمكن من صد محاولات زحف الجيش والفصائل التابعة له في أكثر من جبهة بل ووسع سيطرته في مناطق مهمة غرب أم درمان وجنوب الخرطوم”.
وتابعت مهدي، .
“المبادرة السياسية والعسكرية لا تزال بيد الدعم وهو ما يُغضب خصومه ويدفعهم لاختلاق روايات الانسحاب والانهيار التي سرعان ما تُكذبها الصور الميدانية، وشهادات السكان المحليين الذين يرصدون يومياً تحركات قوات الدعم وانتشارها الواسع وتنظيمها العالي”
تشابه خطير
وأشارت عضو “قمم”، إلى أن”ما تقوم به بعض الفصائل الموالية للجيش من عمليات في عدد من المناطق السودانية يحمل أوجه تشابه خطيرة مع أساليب التنظيمات الإرهابية سواء في طريقة استهداف المدنيين على أساس الهوية والانتماء الجغرافي، أو في استخدام العنف العشوائي والنهب والسلب كأسلوب ممنهج لبسط السيطرة وبث الرعب”.
واستطردت: ” كما أن تسجيلات مصورة وشهادات شهود عيان أظهرت مشاهد إعدام ميداني واعتداءات على النساء ونهب ممتلكات عامة وخاصة، وهي ممارسات تخرج عن أي إطار عسكري منضبط وتضع هذه الفصائل في خانة الجماعات المتطرفة التي تستخدم السلاح خارج القانون، وتستهدف المجتمع نفسه تحت غطاء سياسي أو عسكري، بل إن بعض هذه الفصائل بات يتبنى خطابًا تعبويًا وتحريضيًا يقوم على الكراهية الدينية والعرقية، وهو ما يعمق من الشبه بينها وبين الجماعات الإرهابية التي نشطت في الإقليم خلال العقد الأخير”.
ممارسات غير قانونية
وسردت مهدي أمثلة لأفعال الفصائل الموالية التي تشابه ممارسات التنظيمات الإرهابية تشمل، “ما حدث في مناطق جنوب الحلفايا وشرق النيل، حيث جرى إعدام شبان ميدانياً بعد اتهامهم بالتعاون مع الدعم السريع دون أي محاكمة أو تحقيق، كما وثقت تقارير محلية اقتحام منازل المدنيين في حي الكدرو ونهب ممتلكاتهم بما فيها المواد الغذائية والأجهزة الإلكترونية، وهي أفعال تكررت في أحياء عد حسين والأزهري حيث أجبرت أسر على مغادرة منازلها تحت تهديد السلاح”
وأردفت ” كذلك شهدت مناطق في شمال كردفان وتحديداً في مدينة الأبيض عمليات تطهير على أسس قبلية، تم فيها اعتقال العشرات وتعذيبهم داخل مراكز احتجاز غير رسمية تتبع لفصائل قبلية تعمل تحت راية الجيش، ما يشبه إلى حد كبير ممارسات الميليشيات الدينية المتطرفة التي شهدها العراق وسوريا في فترات سابقة، حيث يُستخدم العنف المسلح لتحقيق نفوذ سياسي ومجتمعي على حساب المدنيين والأقليات”.