قصتنا ليست من وحي الخيال بل هي حقيقة دامغة مبذولة في الأسافير وأخذت حيزاً مقدراً في الفضاء العام .. بطلة قصتنا هي الأستاذة الاعلامية الألمعية (سلافة أبوضفيرة)، مسرح قصتنا التي هي أغرب من الخيال فتلفزيون السودان الذي صار واجهة الكيزان بعد انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر ٢٠٢١م المشؤوم والذي قطع الطريق أمام ثورة ديسمبر الباذخة وأعاد كوادر جماعة الهوس الديني التي حولت التلفزيون لمؤسسة قبيحة وعقابية تحارب المبدعين وتوزع صكوك الانتماء للوطن، ما يجعلك ترفع حاجبك فوق مستوى الدهشة والتعجب هو إيراد خبر في النشرة الرئيسية لهذه القناة البائسة فحواه أن التلفزيون يتبرأ من المذيعة سلافة أبو ضفيرة لأنها أظهرت فرحاً باستهداف مدينة بورتسودان، ولكم أن تتخيلوا هذه الدعاية السوداء والأكذوبة المجلجلة بسبب عبارة ربما يكون قد قالها معظم الشعب السوداني بتعابير مختلفة حين أشارت الأستاذة على صفحتها في الفيس بوك إلى أن شجرة المؤتمر الوطني صعدت روحها إلى السماء بعد ضرب مدينة بورتسودان بالمسيرات فجر اليوم .. إلي هنا إنتهي تعليق الأستاذة سلافة وهو تعليق مخفف جداً مقارنة بالتعليقات الأخرى التي ضجت بها الأسافير.
المؤسف أن الأمر لم يقف عند هذا الحد بل أعلنت الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون أن الاستاذة سلافة أبوضفيرة ليست من ضمن طاقم موظفي التلفزيون القومي.. وهذا يبرز سؤالاً جوهرياً إن لم يكن الأمر كذلك فما الداعي لاتخاذ هذه الإجراءات والتدابير التي تنم عن عقلية مريضة موغلة في الشطط والنزق والمعاملة السيئة، فالكل يعلم أن الأستاذة سلافة أبو ضفيرة كانت من أبرز المدافعات عن الثورة وكان لها برنامج قدمته إبان الثورة بعنوان فضاءآت حرة فضحت فيه فساد النظام المباد وما يحدث الآن عبارة عن تصفية حسابات من عناصر تنتمي لحزب المؤتمر الوطني الذي تم حله بأمر الثورة.
نعلن كامل تضامننا مع الأستاذة سلافة أبوضفيرة ونؤكد أنها صوت من لا صوت له وهي كانت ولا زالت صوت الحق للمهمشين والواقفين على الرصيف، ظلت تحلم بوطن يسع الجميع ولكنها ترى ككل الشعب السوداني أن المؤتمر الوطني يعمل على سلب إرادة الشعوب بإشعاله لهذه الحرب اللعينة لإرجاع عقارب الساعة إلى الوراء والعودة إلي السلطة على جماجم القوميات السودانية عبر إشعال نيران الفتن وضخ خطاب الكراهية، ومن هنا ندين ونستنكر كل أشكال العنف التي تهدف لتكميم الأفواه وإخفاء الحقائق ونؤكد أن الديمقراطية هي طريقنا لصون الحقوق والمكتسبات لا سيما حرية التعبير.