في سابق الزمان كان السودانيين متصالحون مع انفسهم وواقعهم ،وكانت سبل الحياة تجري بينهم سخاء رخاء وتعبا ورهق في حينا آخر. كما بعض البشر تحنو عليهم الدنيا مره وتكشر لهم عن انيابها في اخرى وفي الحاليين كانوا يحمدون الله حمدا كثيرا ولسان حالهم يردد أن القناعة كنز لا يفنى.
استمر الحال على نهج البساطة زمنا، الى ان صحا السودانيين يوما من العام 1989كما صحا اهل الحجاج بن يوسف من قبل ليجدوا ان الهلاك والبلاء حل بأرضهم وهم غافلون ومثلهم أقبل اهل السودان بعضهم على بعض يتلاومون .ليس لأنه فاجئهم كما يقولون ،ولكن لأنهم ادركوا من فرط براءتهم أنه وضع بذرته في أرضهم منذ زمن بعيد وهم تائهون .ثم ادركوا أن سلاحه الاشد فتكا هم جهاز الأمن والمخابرات فتنبهوا عندئذٍ، ولكن بعد ان حول هؤلاء ليل السودانيين الى نهار ونعيمهم الى شقاء…
عندما بلغت الروح الحلقوم وجف الزرع والضرع وأهدرت الموارد وتهتك الشرف، وبعثرت قيم العزة والكرامه، بدأوا يتسائلون هل من شفاء؟!فإذا بصوت من اغوار التاريخ البعيد يقول:(تسألون بعد ان رأيتم الفساد في آلافاق والاستبداد في الأماد.لن تنجوا من هذا البلاء الذي بداء ينهك فيكم منذ اعوام “إلا إذا جعلتموه نصب اعينكم وشئتم بإرادة قويه وعزيمة جباره اقتلاعها من الجذور”!
اليكم ياهؤلاء (الاخوان المفسدين سرطان السودان)
ان اهل السودان يرومون وطنا خاليا من العنصريه والظلم والاستبداد يسر الناظرين يتباهون به بين الامم والشعوب وطنُ تحرسه قيمهم الجميلة التي توارثوها كابر عن كابر ..لم يسألوا عمن سماها،ولا من سواها، ولا من الهمها فجورها وتقواها. جئتم وظهوركم مثقله بتاريخ الامويين والعباسيين، وتنضح منه روايات الموت ورائحة الدسائس والخسائس والمؤامرات الدنيئه.
يا هؤلاء كفى ….وقد ان اوان الرحيل!
ولا بد من المحاسبة والديمقراطية وان طال السفر.
سلافة الميرغني