لقد بدأت الأطراف بسوء التقدير منذ بداية عملية التفاوض وصولا إلى الشراكة وأستمرت في تنفيذ ما أتفقت عليه كذلك بسوء تقدير و مازالت مستمرة في سوء التقدير للمآلات النهائية.
وصور المشهد والراهن بالأمس تركت لكل صاحب عقل وبصيرة عبراً أساسية ودروس مستفادة لتعتبر القوى السياسية كافة إن كان لها أن تعتبر، ومن تلك العبر أن الشارع لم يعد كما ظن البعض أنه مطية لتحقيق أهداف ومصالح آنية.
وإذا أساءوا التقدير و أستمروا في نفس الإتجاهات المتباينة، وظلت القرارات المصيرية في القضايا الوطنية تتخذ بواسطة مجموعة محدودة في أحسن الأحوال، أو بواسطة أفراد في أغلب الأحوال، ثم تمريرها عبر المؤسسات لصبغها بالشرعية المعطوبة أصلاً منذ البداية بطرق ومناهج متفق عليها في الغرف المغلقة مسبقاً.
وحين تكون القرارات في الأمور الجليلة خاضعة لنزوات ومصالح مجموعات محدودة أو أفراد، فإن خللاً كبيراً يحدث في الحسابات والأولويات بسبب إساءة تقدير حجم الإشكالات والقضايا المصيرية.
وكما يبدو أن هنالك عدم أكتراث بمآلات الأمور، ويتضح ذلك في تصفية الحسابات والإقصاء دون تقدير المتغيرات و عوامل تقلبات موازين القوة بجانب إساءة تقدير مزاج الشارع.
فالأمور باتت بالأمس واضحة بتباين المسيرات التي تعددت مثل تعدد شعارتها ومطالبها مكذبة زعم امتلاك الشارع.
فالشعب خرج تعبيراً عن عدم رضا لما آلت إليها البلاد، فحذار لمن يبني حساباته بنظرية أن ريشة الرسام دائماً ما تعمل على تلوين اللوحة كيف ما يشاء الفنان .. فكم من لوحة جميلة تتشوه بغرور صاحبها إذا بالغ في تجميلها أكثر مما يجب.
فالتوقعات قائمة بأن النهايات ستكون كما البدايات طالما بدأت بسوء تقدير وأستمرت بنفس المنوال، قطعاً ستنتهي بتجرع سم سوء الفهم للأوضاع وكثرة الأطماع.
ومازلنا نشير و نؤكد بأن طرفاً ما غير متوقع سيدخل حلبة المعركة وسيقلب الطاولة لصالح الوطن ولو بعد حين.





