بمسيرات إحياء ذكرى 19ديسمبر فقدت احزاب قوى الحرية والتغيير (قحت) الشرعية الثورية التى شكلت بها حكومة الفترة الانتقالية وان كانت (قحت) في السابق تمثل الثوار وتدعي تفويضهم لها فلقد خرجوا في ذكرى الثورة بإلغاء ذلك التمثيل وبسحب التفويض ولم يعد بالتالي من حق (قحت) تشكيل الحكومة القادمة ناهيك عن ان تحتكر فيها غالب الوزارات والمواقع ويتعين على المكون العسكري وشركاء السلام اختيار اعضاء الحكومة الجديدة من كفاءات وعناصر خارج تحالف قوى الحرية والتغيير
ان أصرت (قحت) في المقابل على انها لا زالت تملك ذلك الحق القديم والمشكوك حوله اصلا من قبل الكثيرين وفي مقدمتهم الثوار انفسهم فيتعين عليها في هذه الحالة ان تدعو قواعدها الحزبية للخروج للشوارع وإثبات حقها في نسب الثورة وعودها في تشكيل الحكومة !
ان المكون العسكري في الحكومة الانتقالية يمثل سلطة الأمر الواقع ممثلا للقوات النظامية وفق التراتيبة المعروفة وشركاء السلام في الجبهة الثورية يملكون صك المشاركة وفق اتفاقية جوبا فما الذي تملكه قوى الحرية والتغيير اليوم في المقابل ويمنحها للمفارقة حقا في تشكيل الحكومة ونصيب فيها أكثر من الآخرين وكثير منهم أفضل منها تأهيلا في الاختيار وفي الاستوزار؟!
على الثوار الضغط في سبيل منع أحزاب قوى الحرية والتغيير من السيطرة على السلطة بإسمهم مجددا وعلى الأحزاب والكتل السياسية والمستقلين حمل المكون العسكري وشركاء السلام على فض الشراكة مع قوى الحرية والتغيير والتى ما كانت ولم تعد تمثل غير عضويتها فى حكومة الفترة الانتقالية!