تواصلت لليوم الثامن على التوالي المعارك الشرسة بين القوات الأرمينية والأذربيجانية. وبينما نشرت إيران دبابات على الحدود مع الجانبين، أصدرت روسيا بيانا جديدا حول الأزمة.
وقد أعلنت وزارة الدفاع بأذربيجان أن الجيش الأرميني قصف مدينة غَنجة، وهي ثاني أكثر مدن أذربيجان من حيث الكثافة السكانية بعد العاصمة باكو. وقالت السلطات الأذرية إن القصف أدى لمقتل مدني وإصابة 4 آخرين.
ووصف وزير الدفاع الأذري ذاكر حسنوف قصف غنجة بالعمل الاستفزازي “الذي تم من أراضي أرمينيا بهدف توسيع منطقة الاشتباكات”.
وقال حكمت حاجييف مساعد الرئيس الأذري اليوم إن بلاده ستدمر بشكل مباشر الأهداف العسكرية الموجودة داخل أرمينيا، والتي تنطلق منها القذائف التي تستهدف المدن الأذرية.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد القتال بين القوات الأذرية والأرمينية داخل إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه وفي المناطق القريبة منه.
وقد دانت تركيا الأحد “هجمات نفّذتها القوات الأرمينية على مدينة غنجة في إطار النزاع المرتبط بقره باغ”.
وتدعم تركيا أذربيجان في النزاع المستمر منذ عقود بشأن ناغورني قره باغ الذي تعتبره باكو تحت الاحتلال الأرميني.
لكن وزارة الدفاع الأرمينية نفت أن يكون قصف غنجة تم من أراضيها، وقالت إنه نُفذ من إقليم قره باغ.
و وقوع قصف مكثف بالمدفعية ومن طائرات مسيرة على ستيبانا كيرت عاصمة إقليم قره باغ، مما أدى إلى انقطاع شبكة الاتصالات والكهرباء.
وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن صفارات الإنذار دوّت صباح اليوم في عاصمة الإقليم، قبل أن تتعاقب الانفجارات الناتجة عن قصف جديد للقوات الأذرية.
وذكرت سلطات باكو أنها اتخذت “إجراءات انتقامية” بعد إطلاق الانفصاليين الأرمن -الذين يسيطرون على الإقليم- قذائف من ستيبانا كيرت.
وأعلنت سلطات إقليم قرة باغ عن مقتل 18 مدنيا وإصابة أكثر من 90 خلال أسبوع من القتال.
وقال رئيس أذربيجان إلهام علييف إن قوات بلاده سيطرت على 7 قرى كانت تحت “الاحتلال الأرمني”.
وقالت وزارة الخارجية الأرمينية إن خسائر بشرية ومادية كبيرة وقعت نتيجة قصف القوات الأذرية مناطق مدنية بالمدفعية والصواريخ.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الأرمينية أن قواتها تصدت لهجوم القوات الأذربيجانية على جميع محاور القتال، وأن قوات الجيش الأذري تكبدت خسائر في الأرواح والعتاد.
وأشارت الوزارة إلى أن قواتها ما زالت تسيطر على كافة المناطق في محور “فايزولي وجبرائيل” جنوبا، ومحور “تارتر” شمالا.
من جهتها، قالت الخارجية الروسية إن الوزير سيرغي لافروف دعا إلى وقف إطلاق النار في قرة باغ في أسرع وقت.
وقد أبدت روسيا الأحد “قلقها لارتفاع عدد الضحايا بين المدنيين” بالمعارك بين القوات الانفصالية الأرمينية في إقليم ناغورني قره باغ والجيش الأذري لليوم الثامن على التوالي.
وقالت الخارجية الروسية في بيان إن الوزير أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره الأرميني مكررا دعوته “إلى وقف لإطلاق النار في أسرع وقت”، وإنه أبلغه باستعداد موسكو لإيجاد حل عبر منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وفي السياق ذاته، ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن القوات المسلحة الإيرانية نشرت عددا من الدبابات في المناطق على الحدود مع أذربيجان وأرمينيا.
وأضافت مصادر مطلعة أن الدبابات هي من طراز “كرار” محلية الصنع والتابعة للقوات البرية في الجيش الإيراني.
وكانت إيران شددت السبت على أنها لن تتحمل أي اعتداء من أي طرف كان على حدودها القريبة من دائرة النزاع في إقليم ناغورني قره باغ.
وحذرت الخارجية الإيرانية بشدة جميع أطراف النزاع في الإقليم بشأن ضرورة ضمان عدم تكرار الاعتداء على حدودها.
وكانت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) أفادت في الأيام الماضية بسقوط عدد من القذائف على المناطق الحدودية في شمال غرب إيران جراء النزاع الدائر على الجانب الآخر من الحدود.
وسقطت القذائف على وجه الخصوص في مقاطعتي أصلاندوز (محافظة أردبيل) وخدا آفرين (أذربيجان الشرقية)، مما أدى لإصابة طفل في السادسة من عمره بجروح وتضرر منازل وأراض زراعية.
وقالت الخارجية الإيرانية إنها تراقب بحساسية عالية جدا كل التحركات قرب حدودها، وتدعو إلى إنهاء فوري للمعارك في إقليم ناغورني قره باغ.