(1) تقول الطرفة إن القط قام بأداء فريضة الحج فذهبت الحيوانات لتهنئته بهذه المناسبة الا الفأر فقد تردد خوفا من أن يلتهمه (الحاج) ولكن ابن الفار قال لوالده بما أن القط قد حج وقد مسح ذنوبه ومن المؤكد لن يرتكب ذنوبا جديدة و سيكون قد ترك اكل الفئران نهائيا فقال الاب هذا من المستحيلات فتلك عادة متأصلة في القطط ولكن مع ذلك اذهب انت وجرب فربما يكون كلامك صحيحا ولكن خذ حذرك فذهب الابن وهو يحمل هديته واتخذ لنفسه موقعا طرفيا في زمرة المهنئين فما إن ابصره القط الا واسرع اليه تاركا البقية وهو يقول (وين انت يا ود اب راسا حلو انا مشتاق ليكم شديد) وقبل أن يعانقه قدم الفار هديته فنحاها القط جابنا وهو يقول (هدية شنو انا كايسك انت في رقبتك) فرمى الهدية وولى هاربا الي ابيه وعندما وصله هو يلهث قال له (والله زولك عاد اسوأ مما كان وانا مرقني كرعيني منه) فاجاب الاب ما قلت ليك من خل عادته قلت سعادته (2) مناسبة الرمية اعلاه أن هناك جدلا واسعا في الشارع السوداني حول التطبيع مع اسرائيل فرغم الاجماع على انه اتى عن طريق الإكراه إلا أن الانقسام حول جدواه فالرافضون للتطبيع يقولون إن اسرائيل دولة مصنوعة صممت لاهداف خاصة غير قابلة للتعايش مع دول المنطقة وان وجودها يتناسب عكسيا مع وجود كيانات قوية في المنطقة وان امنها القومي يقوم على انتهاك امن الآخرين فهدفها الاساسي هو تفكيك دول المنطقة حربا ام سلما وان السلام معها سوف يسهل مهمتها اما الرأي الآخر فيقول إن علاقة اسرائيل مع السودان يمكن أن تعطيها فرصة لتجربة جديدة فالسودان اصلا مشكوك في عروبته وبعيد عن اسرائيل من ناحية جغرفية وله موارد اقتصادية هائلة يمكن أن تستفيد منها اسرائيل وتفيد السودان . واننا جربنا عداء اسرائيل المجاني وتأذينا منه فلماذا لا نجرب معها السلام على الاقل لتكف اذاها عنا؟ . وبالفعل فتح السودان دفتر التطبيع مع اسرائيل فطربت اسرائيل لذلك ولكن قبل أن يتم التوقيع على التطبيع وقبل أن (يسمعن بيهو بنات عمه) هاهي اسرائيل ترسل وفدا في زيارة تفتيشية للتصنيع الحربي في السودان لتثبت أن همها هو امنها وانها هي اسرائيل ذات نفسها قبل التطبيع وبعد التطبيع مثلما القط تماما قبل الحج وبعد الحج. (3) لا شك أن اي سوداني قد صعق عند سماعه زيارة الوفد العسكري الاسرائيلي لمنطقة التصنيع الحربي مهما كان شكل الزيارة أو هدفها إن شاء الله لزيارة المعرض المفتوح للكافة فكيف يسمح لدولة كانت مستهدفة ذات الصناعة بزيارتها والدليل على ذلك غارة اليرموك التي غطت نيرانها كل سماء الخرطوم بل حتى ضربة السوناتا في بورتسودان كانت مستهدفة لتاجر سلاح وكذا القافلة الصحراوية كانت متهمة بحمل اسلحة مصنعة في السودان لغزة فكل ضربات اسرائيل الجوية الثلاث الموجعة للسودان كانت مستهدفة هذه الصناعة فهاهي اليوم تزورها جهارا نهارا . لقد بدا أن بلادنا قد فعلت نفس ما فعله القذافي عندما قرر وقف تحديه للامريكان وقام بتسليهم كل ما وصل اليه من تصنيع للسلاح الكيمائي ومع ذلك لم ترحمه امريكا .وللحديث بقية.