أو ثروة..
فالعنوان يصح أن يكون (ثروة) عائشة أيضاً..
فهي لها ثورتان ؛ منذ تعيينها عضوة بمجلس السيادة..
الأولى حين سُرقت نثريتها المليارية ؛ فثارت… وأرغت… وأزبدت… وصرخت..
والثانية حين تأكدت من إبعادها عن منصبها هذا الآن..
فثارت ثورة أكبر من الأولى بحجة أن هنالك مؤامرة على الثورة… والنساء… و الشباب..
وكون أن هناك مؤامرة على الثورة فهذا صحيح..
وهي مؤامرة نبهنا إليها كثيرا ؛ في وقت كان يصمت فيه حمدوك… وتصمت فيه قحت..
وتصمت فيه عائشة هذه نفسها..
تماماً كما صمتت عن المؤامرة على شباب الثورة..
بل ونسيت – ونسوا – أن الثورة هذه ما كانت ستنجح لولا تضحيات الشباب هؤلاء..
وأن تضحياتهم هذه هي التي أجلستهم على كراسي السلطة..
ولولاها لما كان البرهان رئيساً… ولا حمدوك رئيس وزراء… ولا عائشة عضوة سيادي..
ولما حظيت – عائشة هذه – بنثرية مليارية..
ولم يصمتوا – وتصمت – عن مؤامرات تُحاك ضد الثورة ، وشبابها ، وحسب..
بل صمتوا عن كل ما حاق بالشعب من غلاء… وضنك… ومصائب..
ومارسوا بروداً عجيباً تجاه كل شيء ؛ إلا أنفسهم..
واستغل المكون العسكري هوى أنفسهم هذا – وضعفها – ليفرض هيمنته عليهم..
عليهم… وعلى قحت… وعلى الثورة..
وهم راضون… ساكتون… مستكينون… باردون..
بل وكاذبون أيضاً ؛ فقد صيرهم المكون العسكري كاذبين على أنفسهم… والناس… و الثورة..
من لدن التطبيع… وحتى مجلس الشركاء بالأمس..
فكلما قالوا قولاً – من باب (الشينة منكورة) – أتاهم رد العسكري بأنكم كنتم تعلمون..
فيصمتون بعدها صمت أهل القبور..
فهم من شدة ضعفهم – وهوانهم – لا يستطيعون تكذيب (العسكري) بتكذيب مضاد..
فغلبت على شخصياتهم المهزوزة شخصيات العسكر..
فبدوا أكثر منهم قوة… وأشد شكيمة… وأكثر (كاريزما)… وأمضى قولاً..
وكره الناس منهم – وفيهم – الضعف… والهوان… والبرود..
فلا شيء يستفزهم ولو كانت (مجازر) تقترفها موجة كورونا الثانية هذه وسط الناس..
ولا الانهيار غير المسبوق في قيمة عملتنا المحلية..
ولا (الشلهتة) التي بات يعيشها الشعب الآن جراء فشلهم… وعجزهم… وتخبطهم… و (برودهم)..
بل ولا حتى التلكؤ في القصاص لشهداء الثورة..
فلا شيء يهمهم إلا أنفسهم… وذواتهم..
والآن حين أحسوا بخطر يقترب من حدود ذواتهم هذه أذاب غضبهم برودة برودهم..
غضب لذواتهم ؛ لا للناس… ولا للثورة.. ولا للشباب..
ولكنهم جعلوا من كل أولئك غطاءً يستر عورة حقيقة غضبهم ؛ فصرخوا..
وصرخت عائشة… بأشد من صراخهم..
صرخت البارحة – والبارحة فقط – بعد علمها بمغادرة المنصب… ومفارقة النثرية..
فهل ثورتها هذه – الآن – من أجل الثورة؟..
أم الثروة ؟!.
صلاح الدين عووضه
الصيحة
7/12/2020