تحكى الطرفة أن هناك عازف كمان بارع جدا يستطيع أن يروض الأسود بمقطوعاته الموسيقية التى يعزفها ودخل ذات يوم الغابة وبدأ يعزف على كمانه ولاحظ أثناء عزفه ان هناك مجموعة من القرود (كٓكٓو وككوهات) تراقبه من على قمم الأشجار وهم يتهامسون ولم يلق بالاً لهذه القرود وظهر له الأسد الأول وعزف له مقطوعة جعلته يهدأ ويرقد تحت ارجله ثم ظهر الأسد الثانى والثالث ثم ظهر له الأسد الرابع وهو يزأر ولم يستجب للعزف السحرى أبداً حتى إنقض عليه هذا الأسد وحطم كمانه وقتل العازف الماهر وهنا ضحك القرد الكبير وقال لبقية القرود (أنا ما قلت ليكم الأسد الأطرش بجيب ليكم خبرو).
حمل الخبير الإقتصادى العالمى عبدالله حمدوك كمان الخبرات العالمية فى مجال المنظمات الدولية حتى كتب من ضمن الواجهات التى نجحت فى المنظمات وأنقذ إقتصاديات عدد من الدول من الإنهيار لذلك تم تسويقه لشغل منصب وزير مالية فى حكومة الرئيس الأسبق عمر البشير لكنه تقدم بإستقالته وأعتذر عن تولى المنصب وذات الجهات سوقت لحمدوك بعد نجاح الثورة وتوقيع الوثيقة الدستورية وتم ترشيحه لشغل منصب رئيس وزراء الحكومة الإنتقالية ومن يومها حمل حمدوك كمانه ليروض أسود الإقتصاد السودانى لكن هذه المرة سيقابل الأسد الأطرش وجهاً لوجه.
ويمكن القول أن حمدوك تولى منصبه بعد توقيع الوثيقة الدستورية بين المكون العسكرى وقوى الحرية والتغيير مما يعنى أن رئيس الوزراء عبدالله حمدوك لم يكن جزءً من المكونات الموقعة للوثيقة الدستورية لذلك فى حال حدوث إختلاف وخلاف وأنه أمر وارد فإنه يتم النقاش ما بين قوى الحرية والتغيير والمكون العسكرى أما رئيس الوزراء فهو مجرد (ترس صغير فى جربوكس قوى الحرية والتغيير) ويبقى مجلس الوزراء هو الجهة التنفيذية التى تقوم بالعمل التنفيذى بالدولة على الوجه الأكمل لكن سيد حمدوك وجد كل الطرق قد سدت أمامه وكل محاولات الإصلاح قد باءت بالفشل ولم يتبقى له إلا إعلان الفشل وتقديم إستقالته والعودة من حيث أتى.
لذلك نجد حمدوك قد رفض إعلان تشكيل مجلس شركاء الفترة الإنتقالية وأعطى مجلس الوزراء حق الإعتراض على تكوينه مع العلم أن المعترض هو سيد حمدوك أما بقية الوزراء المكلفين لزموا الصمت ولم يفتح الله على أحدهم بأن يقول رأيه صراحة فى هذا الشأن أما المكون المدنى بالمجلس السيادى فإنهم يقفون إلى جانب رئيس المجلس السيادى عبدالفتاح البرهان عدا الأستاذة عائشة التى أصدرت بيان مودع وكأنها تريد أن تقول (السمعة ولا طولت البقاء عضوا بالمجلس السيادى) وبذلك يكون المشهد السياسى بالساحة السودانية قد أصبح على حافة النهاية وإطلاق رصاصة الرحمة عاجلاً أم آجل.
نص شوكة
يمكن القول أن الصراع المحتدم اليوم هو صراع بين حمدوك والمكون العسكرى من أجل صلاحيات مجلس شركاء الفترة الإنتقالية فهو صراع أجندات خفية وصراع محاور دولية وإقليمية وليته كان من أجل مصلحة المواطن وليت حمدوك والبرهان إمتلكا الجراءة وحدد كل واحد منهما موقفه بصورة واضحة حتى لا يكون هذا الصراع خصما على المواطن وعلى والوطن فى ظل واقع مأزؤوم ومعقد.
ربع شوكة
العين لا تعلو على الحاجب إلا فى حالة واحدة فقط عندما (نَقْلِبْ الهوبا).