ــ العقل السياسي السوداني عقل شاحب ومرهق بطبيعته ومحدود ولاأقول سطحي ولكنه بلاعمق ..
ـ هذا الضعف كان يجب أن تعوضه روح الجماعية الفاعلة التي تقود إليها التسويه الشاملة بين الفرقاء وهذا للإصطفاف برؤية واحدة وعزيمة مقتدرة تجاه المؤثرات الخارجية ثم تحدد قانون أو صيغة لإدارة الخلافات الداخلية…
ــ البشير وقع نيفاشا بوعود إعفاء المجتمع الدولي لديون السودان.. الوعد موثق ومكتوب ومشهود ثم تسهيل تمويل بعض مشاريع التنمية ولكن بدلا من ذلك أشعل الواعدون حربا جديدة في دارفور
ــ تحت بريق وعد تطبيع علاقات السودان مع المجتمع الدولي غادر السودان المحور الإيراني (مجانا) فزادت كماشة العزلة… وبالتلويح بوعد رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب دفع السودان بقواته الي حرب اليمن.. ولم تنفك القيادة السعودية تعد بتوالي التفاهمات لرفع السودان من قائمة الإرهاب وأن ذلك بات وشيكا.. كانت مجرد وعود
ــ المدهش أنه بدلا من ذلك استفادت الإمارات من وجود القوات السودانية في اليمن فجندت البرهان وحميدتي ضد البشير الذي أرسلهما
ــ الغريب أن هذه المتوالية لازالت تغوص في لحم المسرح السوداني بذات ترتيباتها… فإذا كان البشير مضطرا. لتلكم التفاهمات لكسر طوق الحصار وإيجاد مخرج من هذه الورطة فماالذي يضطر القوي الحزبية المدنية مابعد البشير لركوب ذات (الكركابة) ؟ والوقوع في عب (الإمارات) بهذا الاستسلام المحير؟ فإن كان البشير مضطرا فإن القوي المدنية التي بدت عهدها بهذا التسليم فهي فاسدة… فاسدة في عقلها ومنطلقات التفكير عندها
ــ القوي الإقليمية التقطت رغبة التغيير السياسي الداخلي ثم حورته جينيا ليخدم الأجندة الإقليمية ضمن سعيها لترتيب الشرق الأوسط.. قسمت الفاعلين الداخليين إلي دوائر ثم نومت بعضهم (مغناطيسيا) ونومت البعض الآخر ماليا ….
ــ أوحت لابن عوف وقوش وعبد المعروف بإنزال مظلات الإنقلاب الأول.. حتي إذا تمت تلاوة البيان الأول وتمت إزاحة البشير حركت بسرعة الأصوات الرافضة لابن عوف ورفعت القائمة الجديدة (حميدتي .. البرهان) وكانت قبل كل ذلك قد وفرت كل الدعم اللوجستي لإنجاح الإعتصام من طعام وخيام وإعلام مفتوح وخلافه عبر عملاء ومتعهديين مدنيين معروفين ، ثم حجبت ذياك الدعم واستخدمت ذات سلاح الأزمة الإقتصادية للسير نحو (الإمارات)
ــ ماكان سيشتريه البشير لرفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب زاد ثمنه وغلا سعره بعد مجئ البرهان فأصبح الثمن تعويضات ضخمة يدفعها حمدوك من جهة ، وتطبيع يمشي فيه البرهان مغمضما متعشما مخدوعا من جهة.. ليكتشف أنه اشتري ريش الديك بريال.. بعد أن باع الديك كاملا بقرش
ــ الإمارات لاتريد جيشا وكانت متعجلة أن تضع حميدتي محل البرهان.. ثم تراجعت لما أحست أن البرهان يعطي ذات السعرات الحرارية.. ثم هي لاتريد ديمقراطية ولاأحزاب حقيقيه.. أحزاب صغيرة تتعايش مع العسكريين ثم تم تعويض الأحزاب الرافضة بقادة الحركات المسلحة وتم ترويض حزب الأمة وهاهو الحزب يفك تجميده في قوي الحرية والتغيير ويدخل مجلس الشركاء مع أن تحفظاته كان يجب أن تكون أكبر… علي الأقل علي مسألة تمثيله بعضوين وهو حزب الأكثرية فأصبح يساوي تمثيله تمثيل آل دقلو (عبدالرحيم ومحمد).. دعك من أن تمثيله يعادل وزن البعوضة مقارنة بجنرالات الجيش والحركات كما ان المقدمة التعريفيه لإنشاء المجلس لم تأت علي ذكر إنتخابات ولاتحول ديمقراطي
ــ للأسف وفي كل ذلك تبدو المساومة مكشوفة ومعروفة.. دعم الحكومة القائمة مقابل أن تجلس بارتياح في المقعد الذي تختاره لها الإمارات في اصطفاف ترتيبات الشرق الاوسط الجديدة… ثم لاتغرنك كلمة دعم هذه فهي لن تصل مرحلة تأمين احتياطي نقدي أجنبي في البنك المركزي وتمويل تنموي فهي لن تتعدي حفنة الوقود والعجين ، ونثريات الجيب للطاقم الحكومي والسياسي فالبيعة منذ بدايتها مسترخصة فقد كان المطلوب الأعلي للإماراتيين إزاحة الإسلاميين والباقي لايستحق المغالاة
ــ فإذا قلنا أن البرهان قد دخل برجله مبكرا دائرة الإضطرار ــ ونأمل أن يخرج منها سريعا ــ فماالذي يضطر القوي الحزبية لقبول هذه المساومة الضيزي؟
ــ مساومة بيع أحلام التحول الديمقراطي واحلال المليشيات محل الجيش.. مقابل المشي خلف الإمارات جوعي في خط ترتيبات الشرق الأوسط الجديدة مع أن يومنا في هذا المقام (أربعاء وعقاب شهر).
ــ في كل هذا يجب احترام موقف الحزب الشيوعي وعدم الشماتة في إضعاف موقفهم في مجلس الشركاء فموقفهم من هذا التحالف (الآن) هو الأصح (ولي قدام الله كريم)
ــ عزيزتي الإمارات… إن كانت ترتيبات الطبخة الأولي أخرجت الإسلاميين بالنافذه.. فإن التوغل فيها بهذا الإسراف سيعيدهم بالباب
ــ إلي الذين يأتي عقلهم في قطار مابعد منتصف الظهيرة.. لهذا ولقادم الذي سيأتي كنا نرفض التغيير بالأيدي الخارجية والإقليمية وبالتظاهر المدعوم (دلفري) من عرب الجوار