*تحمل الأخبار كل صباح جديد العديد من الفواجع التي تجعلنا نرثى على مصير هذا البلد الكظيم ، فان يتم التوقيع على التطبيع فهذا أمرُ لم يعد من المدهش حدوثه ، فقد انتظرنا ان يحدث التطبيع مع اسرائيل في وقت غير هذا الوقت وكان بإمكاننا أن نطبع بمقابل كبير ويندي له الجبين الوطني ، ولكننا اخترنا التطبيع في الزمان والمكان الخطأ ، ودفعنا كل فواتير التطبيع بلا مقابل وبلا كرامة حتى، وهاهو الأستاذ / محمد الفكي سليمان المتحدث الرسمي باسم مجلس السيادة يقول إن زيارة الوفد الإسرائيلي للسودان الاسبوع المنصرم كانت ذات طبيعة عسكرية بحتة وليست سياسية وكشف عن لقاء الوفد الإسرائيلي بشخصيات عسكرية وناقش اللقاء قضايا في جوانب محددة ، لايمكن الجديث عنها في الوقت الحالي وزاد الفكي بأن زيارة الوفد الإسرائيلي إبتدرها بزيارة منظومة الصناعات الدفاعية التابعة للقوات المسلحة ، والتقى فيها بعسكريين واللقاء لم يناقش أي جانب من الجوانب السياسية بين السودان وإسرائيل).
*والتصريح الذي ساقه لنا الصديق محمد الفكي سليمان كان الأحق به أن يعلنه عسكري، وسيبقى السؤال لماذا تفتح منظومة الصناعات الدفاعية السودانية لإسرائيل مباشرة ودون أي تدخل سياسي سبق الزيارة العسكرية؟! وهل ياترى إسرائيل اليوم تتدخل عسكرياً في كل الدول العربية التي سبقتنا بالتطبيع بنفس هذه الطريقة التي شرحها لنا الاستاذ / محمد الفكي سليمان؟! ولطالما أن الأمر كذلك لماذا تم تغييب السياسيين عن هذه الزيارة؟ وحتى الناطق باسم مجلس السيادة أعاد التوكيد على أن هذه الزيارة ناقشت قضايا محددة لا يمكن الحديث عنها في الوقت الحالي , والعجب العجاب أن هذه القضايا المحددة التي تحدث عنها متحدث مجلس السيادة يصر على أنها مبنية للمجهول رغم أنه رجل مدني وليس عسكرياً فما الذي أدخله في الشأن العسكري وإحتفظ بالمعلومات لنفسه ؟ وهل يمكن أن يكون مفهوم السيادة الوطنية لهذا البلد المكلوم بهذا المستوى الكبير من الهشاشة حتى أن محمد الفكي سليمان يستكثر علينا شرح حقيقة ما جرى ؟ إن هذه الزيارة التعسة سنظل ننادي بتفاصيلها وأن تقوم هذه العلاقة مع إسرائيل بشكل واضح من الشفافية لأننا ببساطة لا نرفض التطبيع مع إسرائيل ولكننا نرفض أن تظل بلادنا مفتوحة للغاشي والماشي، بلاحسيب ولا رقيب ولا ندية.
*محزن جداً أن يكون السودان بوابة خلفية لكل من هب ودب ونحن نعلم أن بلادنا أصبحت ترسانة للعديد من العملاء والجواسيس وأصحاب الجنسيات المزدوجة الذين تركوا هذا الوطن في زمن أغبر وعادوا إليه بنصف ولاء ونصف إنتماء ونصف وفاء.. لكننا سنبقى بالمرصاد لكل من ينال من هذه السيادة الوطنية فإن كان للآخرين بلاداً عزيزة عليهم فبلادنا أعز علينا من أجلها نعيش ومن أجلها نموت وعليها نلقى الله .. وسلام ياااااا وطن .
سلام يا
السؤال الذي طرحه الدكتور عبدالله حمدوك للفريق أول كباشي : من الذي يملك ومن الذي يستحق، يجعلنا نتساءل هل لا يعرف الإثنان حتى من الذي يملك ومن الذي يستحق ؟! جننتونا… و سلام يا.