لطالما نصح الناصحون الذئب الأغبر (المرفعين) بأن ينتبه للإنتاج والاعتماد على الذات، ولكنه آثر السفسطة والهتافية، وصادر وسائل انتاج الآخرين واستعداهم في صلف حتى جفت الغابة وغادرتها الحيوانات الأصيلة المنتجة بلاعودة.
وقد جاء اليوم الموعود الذي ضجت فيه أحشاؤه بألم الجوع، فرأى قريبا منه فرسة سمراء ترعى الحشائش اليابسة بقرب شجرة هشاب ناحلة، صرخ في وجهها فهربت من عوائه اللعين وقفزاته المتسارعة، ولحسن حظها دخلت بخوفها في بركة من الطين اللزج فغاصت خطواتها وعجزت عن الهرب.
قفز المرفعين ورائها ولسوء حظه غاص في الطين على بعد خطوات من فخذها. مضى النهار والذئب الأغبر والحصان يحاولان على تلك الحالة ولا يستطيعان فكاكا
وفي صبيحة اليوم التالي مر الثعلب المكار أمام بركة الطين فشاهد (الوضع الأمني الراهن) فقال ساخرا مخاطبا الذئب: ما الذي جرى يا صديق الغابة اللدود؟
فقال له الذئب في جذع بائن وانكسار: أنا يا ثعلوب (في هذه الورطة) منذ نهار الأمس ..
فرد عليه الثعلب المكار في ضحكة خبيثة ومضى غير مبال: ليست هذه هي الورطة يا سيدي المرفعين، الورطة حين يأتي أصحاب الفرسة السمراء يبحثون عنها.
والمعنى واضح..