أصبحت قضية التحرش من القضايا المسكوت عنها كفاحاً وجهراً وتحولت إلى واقع معاش فى الأسواق والمواصلات والأماكن العامة وحتى مؤسسات الدولة لم تخلو من هذه الظاهرة وأصبحت بعض الفتيات يتحدثن صراحة عن حجم المعاناة التى تواجههن جراء هذا التحرش الذى تحول إلى ظاهرة لا يمكن السكوت عنها وهنا لابد من تناول هذه القضية من عدة جوانب وبحث أسباب إزديادها إلى الحد الذى شوه وجه الشارع السودانى ولا سيما فى الأماكن العامة فى ظل حكومة تتحدث بصوت عالى عن حقوق المرأة ومنحها حقوقها كاملة إلى درجة تقارب مساواتها مع الرجل فى الحقوق والواجبات وحقوق المرأة لا تعنى التبرج والعرى والسفور.
فالمظهر العام للفتاة لحظة خروجها من البيت هو مفتاح مهم جداً فى نظر الشارع العام لتقييمها وفى نظر الذين تتعامل معهم وعندما تخرج الفتاة من بيت أبيها وأمها شبه عارية أو أنها تلبس ما قل ودل مثل (إظهار خدمة وكاشف رقم وشوف ظروفك وأنا ما جبرتك) هذا وحده كفيل بأن يفتح باب التحرش بالفتاة ويكون التحرش بالنظر والتحرش اللفظى والتحرش الجسدى وعندما تضيق مساحات اللبس المحتشم فإنها تزيد من مساحات التحرش المباشر ولو خرجت الفتاة مستورة الحال لإستحى منها كل الذين يتعاملون معاها وهناك من يُمعّن فى الإستخدام الصارخ للكريمات وأحمر الشفاه وأشياء أخرى من دون أن تتم عملية مراعاة مشاعر الشباب فى الشارع العام والمرأة تمتلك نسبة ٨٠٪ من عمليات التحرش التى تمارس عليها.
والذين تمشى معهم وبينهم المتبرجات فهم ليست بآلات إنما هم بشر فيهم نوازع الشر وفيهم طبيعة النفس البشرية بكل نوازعها وتتحرك فيهم الغرائز وخاصة إذا ما كانت المرأة تظهر كامل زينتها وتقوم بعرض مفاتنها بصورة إغرائية كبيرة وإستعراضية وهناك من تتحرك فيهم الغرائز خاصة الشباب والمراهقين الذين لا يستطيعون كبح جماح إحساسيهم أمام طوفان التبرج المتعمد من المرأة فى الشارع العام وبذلك تكون المرأة هى من جنت على نفسها وقدمتها للشباب والمراهقين لقمة سائغة فى طبق من تبرج وتعرى يعطى الضؤ الأخضر لممارسة أبشع أنواع التبرج وتترك مفاتنها تقدم هذه الدعوة الصامتة لممارسة التحرش عليها منذ لحظة خروجها من بيتهم وحتى عودتها إليه ويرجع القدر الأكبر من التحرش على ما لتبسه المرأة فى الشارع العام.
وخروج الفتاة متبرجة فى الشارع العام يحرك الغرائز والشهوات فى نفوس الشباب وهناك من تحركه نظرة ولا يستطيع التحكم فى غرائزه ولا يستطيع التحرش بالمتبرجات مع العلم أن الغريزة لا تؤجل على الإطلاق فنجد بعضهم يفرغون غرائهم فى إغتصاب الأطفال فهم الحلقة الأضعف وبذلك تكون المرأة المتبرجة فى الشارع العام قد أصبحت حلقة فى مسلسل عملية إغتصاب الأطفال التى تحولت إلى ظاهرة تقلق مضاجع أولياء الأمور وبذلك يكون تبرج المرأة مفتاح لكثير من القضايا الشائكة التى يصعب الحديث عنها بالصورة التى تعالج القضايا وهناك من يرى أن الحديث عن تبرج المرأة هو نوع من أنواع التخلف والرجعية وأطلق العنان للمرأة بأن تلبس ما تشاء بإسم الحرية ونسى أن الفرق بين الحرية والفوضى شعرة فالحرية لا تعنى أن تظهر المرأة كامل مفاتنها فى الشارع العام وكأنها فى غرفة نومها فللحرية حدود وللشارع العام حقوق أيضاً يجب مراعاتها.
نـص شوكة
هناك بعض الشواذ من الرجال يستمتعون بالتحرش بالمرأة بصورة مخجلة مثل بعض أصحاب المتاجر والمحلات العامة وأصحاب العربات الفارهة الذين ينتقون ضحاياهم من الشارع العام بحسب مواصفات محددة يعرفونها جيدا ويتجاوزون حدود الشرف والأخلاق والرجولة والقيم وتصبح قضية التحرش من القضايا التى تستوجب نقاشها بصورة واضحة.
ربـع شـوكة
(السترة والفضيحة متباريات).