تكمن آفة الحكومة الإنتقالية فى تصريحات وزرائها من لدن تصريحات وزير المالية السابق إبراهيم البدوى الذى أوضح أن الخزينة فى حاجة إلى خمسة مليار دولار وإلا حدث إنهيار إقتصادى ثم بعدها أعلن عن برنامج الـ ٢٠٠ يوم للإصلاح الإقتصادى وفشل فيها ثم تصريحات وزير التجارة والصناعة مدنى عباس عندما أكد أن صفوف الخبز ستنتهى خلال ثلاثة أسابيع وفشل وكذلك تصريحات وزيرى الطاقة السابق والحالى عندما يتحدثون عن المخزون الإستراتيجى للوقود بالبلاد والمدة التى سيكفيها ومثل هذه التصريحات هى ذات تأثير مباشر على الوضع الإقتصادى بالبلاد ووقعها أشد مضاءً على الواقع الإقتصادى.
وبالأمس تناقلت وسائل التواصل الإجتماعى تصريحاً عن وزيرة المالية المكلفة حيث قالت (البلد ما فيها قروش والحكومة ماشة بقدرة قادر) فإن صح مثل هذا التصريح فإن وزيرة المالية قد أطلقت رصاصة الرحمة على الحكومة الإنتقالية مع العلم أن الوضع الإقتصادى بالبلاد لا يحتاج إلى شرح من الوزيرة لكن مثل هذا التصريح تلتقطه جهات إستخباراتية من مصلحتها صناعة أزمة إقتصادية ويمكن القول أن تصريح وزيرة المالية تنبنى عليها جملة من الترتيبات الإقتصادية والأمنية والتى تخدم مصلحة جهات بعينها وتؤثر بصورة مباشرة على سياسية الدولة للفترة القادمة وبهذه الصورة تكون الحكومة الإنتقالية قد كشفت عورتها عبر تصريحات وزرائها.
ومثل هذا التصريح يفتح شهية الجوكية والسماسرة وتجار سلعة الدولار طالما أن وزيرة المالية قد أقرت بعدم وجود أموال للدولة فمن المؤكد أن سلعة الدولار سترتفع بحسب مزاج تجار السوق الأسود فهم الذين يتحكمون فى سعر الدولار وهم أصحاب التوقيع الإبتدائى والنهائى لسعر العملات الصعبة وفوق هذا وذاك فقد أصبحت عصمة الحكومة الإنتقالية بيد التجار والسماسرة ولا صوت يعلو فوق صوتهم فى ظل الضعف الذى تبديه الحكومة فى فرض هيبة الدولة وحماية المواطن من جشع التجار والسماسرة والدليل على ذلك نشاط تجار الدولار وسط السوق العربى ووقوقفهم على جانبى الطرقات الرئيسية بما فيها شارع القصر الجمهورى وشارع الجمهورية.
من المتوقع أن يقوم التجار والسماسرة وتجار سلعة الدولار من رفع أسعار الدولار طالما أن وزيرة الصحة قد أعلنت إفلاس الحكومة حينما قالت (البلد ما فيها قروش وشغالين بقدرة قادر) وبما أن الحكومة قالت يا محسنين لله ويبقى التحدى الآن أن تتعامل وزارة المالية بحصافة ووعى سياسى وليس كل من عرف الإقتصاد فهو سياسى والإقتصادى الذى لا يعرف السياسة فهو (كيشة) ولا يفرق بين (الإنتاية والضكر).
نـــص شـوكة
هيبة ومهابة السياسى تكمن بين فكيه وتصريح الوزير مثل الطلقة إذا خرجت من فوهة البندقية فإنها لا ترجع إلى مكانها ولو رجع اللبن إلى الضرع بعد حليبه فالمطلوب ضبط الخطاب الإعلامى وضبط التصريحات وآفة السياسة والسياسين تتمثل فى التصريحات.
ربــع شــوكة
(عدالة القُصَصَ أم قصةً عوجاء).