قال ديبريتسيون جبريمايكل رئيس إقليم تيغراي، الاثنين إنه يرفض مهلة الاستسلام التي منحها رئيس الوزراء آبي أحمد للإقليم ومدتها 72 ساعة وإن شعبه “مستعد للموت”. وأضاف جبريمايكل أن أحمد “لا يدرك من نحن”. وفي الإقليم 250 ألف جندي ما بين نظامي وجنود ميليشيا محلية مدربين. ووفقا للأمم المتحدة، أسفر الصراع عن فرار أكثر من 36 ألف شخص من الإقليم باتجاه السودان المجاورة.
أعلن رئيس منطقة تيغراي المنشقة (شمال) الاثنين أن شعبه “مستعد للموت” غداة المهلة التي حددها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ومنح بموجبها قادة تيغراي 72 ساعة للاستسلام. وبعد ثلاثة أسابيع من شن هذه العملية العسكرية الرامية إلى إعادة بسط سلطتها، تعتزم أديس أبابا “أن تحاصر” قريبا ميكيلي عاصمة تيغراي ومقر الحكومة المحلية لجبهة تحرير شعب تيغراي.
وقبل عشرة أيام وجه آبي الإنذارا الأول إلى جنود تيغراي داعيا إياهم إلى الانفصال والانضمام إلى صفوف الجيش الفدرالي. وبعد أيام أعلن أن التدخل دخل “مرحلته النهائية”.
وصرح رئيس تيغراي وزعيم جبهة تحرير شعب تيغراي ديبريتسيون جبريمايكل “كم مرة قال آبي أحمد ثلاثة أيام؟ لا يدرك من نحن. إننا شعب له مبادئ ومستعد للموت دفاعا عن حقنا في إدراة منطقتنا”. وأضاف “يحاولون التستر على الهزيمة التي منوا بها على ثلاث جبهات ليتسنى لهم وقت لإعادة التموضع”. ولم يوضح عن أي “جبهات” يتحدث.
والتحقق ميدانيا ومن مصدر مستقل من تأكيدات الجانبين صعب للغاية، إذ أن منطقة تيغراي منقطعة تقريبا عن العالم منذ بدء العملية في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر.
ولم تصدر أيضا معلومات محددة عن المعارك التي أوقعت ما لا يقل عن مئات القتلى. وفر أكثر من 36 ألفا من سكان المنطقة إلى السودان المجاور.
“حصار بالدبابات”
وفي بيان صادر الأحد خاطب فيه قادة جبهة تحرير شعب تيغراي، أمهلهم رئيس الوزراء الإثيوبي 72 ساعة لإلقاء السلاح قائلا إن تلك “الفرصة الأخيرة” أمامهم.
وكتب رئيس الوزراء الإثيوبي الحائز على جائزة نوبل للسلام العام الماضي، في بيان وجهه إلى قاعدة جبهة تحرير شعب تيغراي التي تدير المنطقة “الطريق إلى دماركم تشارف على النهاية ونطالبكم بالاستسلام خلال الساعات الـ72 المقبلة”. وأضاف “أنتم في نقطة اللاعودة، اقتنصوا هذه الفرصة الأخيرة”.
وتؤكد الحكومة أنها تسيطر على منطقة أداغ هاموس التي تبعد 100 كلم شمال ميكيلي في حين أعلن الجيش الأسبوع الماضي سيطرته على ميهوني على بعد 125 كلم جنوبا. وتقع المدينتان على الطريق الرئيسية المؤدية إلى العاصمة الإقليمية.
والسبت حذر الجيش من هجوم عنيف وشيك على ميكيلي التي ينوي “محاصرتها بالدبابات”. ودعا أحد المتحدثين باسمه سكان المدينة النصف مليون “إلى الفرار” مؤكدا أنه “لن يكون هناك أي رحمة”.
والأحد كتبت ليتيسيا بدر مديرة هيومن رايتس ووتش للقرن الأفريقي على تويتر “اعتبار المدينة بأكملها هدفا عسكريا لن يكون فقط غير شرعي بل يعتبر نوعا من العقاب الجماعي”.
واتهم رئيس الوزراء الإثيوبي جبهة تحرير شعب تيغراي في اليوم نفسه بتدمير “بنى تحتية” في تيغراي خصوصا مطار أكسوم (شمال غرب ويسيطر عليه الجيش أيضا وفقا لأديس أبابا) و”مدارس ومراكز طبية وجسور وطرق وهي ممتلكات تعود للدولة”.
صواريخ على بحر دار
والاثنين أعلن شخصان يقيمان في مدينة بحر دار عاصمة أمهرة القريبة من تيغراي لوكالة الأنباء الفرنسية أن صواريخ سقطت فجرا عليها. وقال أحدهما “سقطت ثلاثة صواريخ على المدينة قرب محيط المطار. ولا نعرف ما إذا هناك ضحايا أو أضرار”.
وأصيب مطار بحر دار مرتين بالصواريخ. وأعلنت جبهة تحرير شعب تيغراي مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ في 13 تشرين الثاني/نوفمبر مؤكدة أن المطار يستخدمه الجيش الفيدرالي.
كما أعلنت مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ على مطارات غوندار في أمهرة وأسمرة عاصمة إريتريا.
وقاد مقاتلو جبهة تحرير شعب تيغراي في أيار/مايو 1991 الإطاحة بالديكتاتور العسكري منغستو هيلا مريام وسيطروا على مقاليد السياسة في هذا البلد لثلاثة عقود وحتى وصول أبيي للسلطة في نيسان/أبريل 2018.
وواصل الحزب حكم تيغراي، وهي واحدة من عشر ولايات إقليمية تخضع للنظام الإثيوبي الفيدرالي العرقي حيث يتم تحديد المناطق حسب العرق واللغة.
واشتكت الجبهة من تهميشها وتحميلها مسؤولية المشاكل التي تواجهها البلاد. ودفعها خلافها مع الحكومة المركزية إلى تنظيم انتخاباتها الخاصة هذا العام في تحدٍ لقرار أديس أبابا تأجيل الاقتراع جرّاء وباء كوفيد-19.
ورفض آبي جميع الدعوات الدولية لإحلال السلام، بما في ذلك من الاتحاد الأفريقي، الذي يعتزم إرسال ثلاثة رؤساء سابقين كمبعوثين خاصين في الأيام المقبلة، فيما حذرت الولايات المتحدة والأمم المتحدة من كارثة إنسانية تلوح في الأفق.
واعتبرت حكومة آبي جبهة تحرير شعب تيغراي “إدارة إجرامية”، ويبدو أنها عازمة على كسب المعركة العسكرية بدلاً من التفاوض.
شارك هذا الخبر على