عندما كنا نكتب ضد مظاهر الفساد خلال فترة النظام السابق، لم يكن يغيب عن فهمنا، أن الفساد (فيروس قاتل) للأوطان والشعوب والدول والحكومات، ولايقل بشاعة عن (شريعة الغاب) التي تفترس الإنسانية وحقوق البشر بلا رحمة…ولسوء حظ كل أنظمة الحكم السودانية المتعاقبة، كان لكل منها (نصيبه الموجع) من فيروس الفساد وشريعته البغيضة… ثم يجئ التغيير وتتسع (الحلاقيم) بالصراخ وتقرع الطبول إعلاناً عن (الحرب) على الفساد وتشليع مكانه وتفكيك بنيانه صامولة صامولة، وأضحي الكيزان هم (المرمى المحبب) الذي تطلق عليه أسوأ الأوصاف، وكأنهم هم فقط من أنزل عليهم (فساد الأرض)… مع ذلك قلنا حسناً ومرحباً (بمحاكمة وإجتثاث) الفساد، لايستثني في ذلك كوز أو غيره..!!
كان من المثير للسخرية، أن (يتنمر) ضد الكيزان (منافقون ومصلحجية)، كانوا هم (دهاقنة فساد) فعلوا أفاعيلهم المنتنة، فإذا هم اليوم بين القحاتة (أنبياء) الحاضر و(أطهار) زمانهم..!!
لكن، هاهي أقنعة (الزيف) تتمزق ويستبين (النضال الكذوب) ، وتسقط الشعارات (الطحلبية)، ومن تحت غبار المعركة الخاسرة ضد الكيزان، تخرج (عفاريت الفساد) في زمن قحت، فهنا أموال تختفي وذهب يطير للخارج، وإمتيازات حوافز بالمليارات لمسؤولين، و(غمتات) بملايين من العملات الصعبة مصدرها في الخارج، ومايدور بين مسؤولين وشركة الفاخر، وتعيينات (بالمحاباة) والإنتماءآت السياسية والفكرية، وعقودات وقود (مضروبة) ، وأخيرا (مدفعية) نادر العبيد التي نسفت مايسمى بلجنة التفكيك، ثم تسويات في الظلام، و… و… و… ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم..!!
الكيزان أبدوا استعدادهم بكل (شجاعة) ليحاكم من تثبت عليه منهم تهمة الفساد، فهل ياترى تمتلك قحت ذات الشجاعة لتحاكم (سدنة الفساد) في عهدها؟!….ثم (رسالة خاصة) نضعها في بريد ذلك الكاتب (الحقود الغبيان) وزمرته من معطوبي النفوس وحواضن الذمم البئيسة الذين يتلذذون بشتم الكيزان، هل تمتلكون الشجاعة و(الضمائر الحية) لتكتبوا ضد فساد (الراهن السياسي)، أم ستخيطون شفاهكم (بخيوط غليظة)، وتخفون أقلامكم وراء ظهوركم..؟!
ظهرت عورات فسادكم كالجبال ولن يخفيها (الليل البهيم)، فأين المفر واين الستر..؟!
سنكتب ونكتب…!!!