- التصريحات التى أدلى بها قادة الجبهة الثورية الأيام القليلة الماضية حيال المصالحة والتوافق الوطني تعتبر قمة في المسؤولية والعقلانية فالأوطان لا تبنى بالغبائن و (الشجون الصغيرة)-عمر الدقير بين القوسين !
- نعم -قال حتى الآن السادة جبريل ابراهيم ومالك عقار والهادي ادريس واركو مناوي وخالد شاويش وأسامة سعيد وقبلهم ياسر عرمان كلاما مسؤولا وينم عن وعي كبير بحساسية المرحلة وما يبغي قوله وفعله معا.
- قالوا ذلك رغم أنهم أكثر من دفع ثمن مناهضة النظام السابق فقدا للأحبة والأقارب وهي الملاحظة المدهشة التي كتب عنها أمس الأستاذ الصديق ضياء الدين بلال منشورا سارت به مواقع التواصل الاجتماعي ( المُلاحظ بالنسبة لي بصورة مُدهشة، قادة الحركات الذين خاضوا الحروب وفقدوا فيها أقارب وأحباباً، وعاشوا في الصحراء والغابات، تجدهم الأعلى صوتاً والأقوى منطقاً في الدعوة للتسامُح والوفاق الوطني العام من أجل سُودان مُستقر.
بينما آخرون ليس لهم من كل ذلك نصيبٌ، بل لبعضهم حبال منافع سرية ورضاعات خفية مع النظام السابق، تجدهم اليوم الأكثر تعصُّباً ورغبةً في التشفي وترديد دعوات البل والدوس!
لا أجد في وصفهم غير مقولة هيكل الشهيرة: أكثر المواقف تطرُّفاً هي مُحاولة لإخفاء أكثر المواقف انتهازيةً). - إضافة الى تقسيم (ضياء ) هناك فئة ثالثة ساذجة من أنصار النظام السابق والنظام الحالي يجمعها فهم واحد حيال أمر المصالحة والوفاق الوطني وهو الظن بأن هذه الدعوة تعني ببساطة (عفا الله عما سلف) لذا يحتفى بها الأولون بغبطة ويعارضها الأخيرون بشدة !
- لا أعتقد مطلقا ولا يستقيم عقلا ولا عدلا أن تجب المصالحة كل ما كان وكأنه لم يكن ولا أظن أن فهما مثاليا مثل هذا يفكر فيه قادة الحركات المسلحة !
- لا يمكن اغفال قضايا الحروب والفساد والانتهاكات التي وقعت طوال ثلاثين عاما ماضية ببساطة باسم المصالحة مثلما لا يجوز السكوت عن تجاوزات بالغة وقعت في عهد الثورة ومن منسوبي اجسامها الحاكمة !
- إن المصالحة تعني نبذ خطاب الكراهية والاستهداف على الهوية السياسية وعدم أخذ البريء بجريرة المذنب واقامة ميزان العدل وليس الانتقام ولأجل هذا تبنى دولة القانون التي يجب أن تحاسب السابقين واللاحقين فالكل أمام القانون سواء.
- لا عودة لأجسام النظام السابق ولا شخوصه للمشاركة في حكم الفترة بحكم الثورة السياسي ولكن في ذات الوقت لا عزل لتيار موجود ولن يغيب لا سياسيا ولا اجتماعيا والمعادلة هنا واضحة إلا لمن أراد خلط عواملها من هؤلاء او أولئك للحصول على نتيجة خاصة وضارة !.
- الخلاصة – نعم للمصالحة السياسية بروح وطنية عالية ونعم للمحاكمة بصورة قانونية عادلة !
❃السوداني