-١-
لا يساورني أدنى مجال للشك بأن المشهد السياسي يشهد تصعيدا من جديداً بين القادم والقديم، التصريحات من قبل بعض الأطراف السياسية المتصدرة فيه ولكن بنبرة مختلفة، هذه المرة متخذة شكل التملص من مسؤولية الإخفاق الواضح في إدارة مؤسسات الدولة خاصةً ما يتعلق منها بلمفات الأمن والخدمات وإلقاء اللوم على بعض الكتل السياسية والأحزاب المساهمة في الحكومة لعرقلتها أهم المشاريع الإستراتيجية مثل قانون البنى التحتية وبناء المستشفيات المتطورة وغيرها من المشاريع المهمة الأخرى..
-٢-
ولانستطيع أن نجرد توقيت طرح هذه الأمور بهذه الطريقة من دوافعها السياسية التي تحمل في طياتها أغراض ومكاسب حزبية أو إيديولوجية أو شخصية لا سيما وأننا أصبحنا على مقربة من تشكيل حاضنة مسلحة جديدة المفترض إجراؤها مطلع الأيام القليلة المقبلة، ويبدو أن من اهم اسباب تلك الحدة في الكلام هو ما جاءت به نتائج إتفاقية جوبا التي شكلت بالنسبة الى البعض مفاجئة غير متوقعة، متمثلة بالتحول الطفيف في إتجاه بوصلة الدلع نحو أحداث تغيير قد تكتمل صورته في تمدد السلطة..
-٣-
إذا ما بقي الحال على ماهو عليه، أن التجارب السابقة في كيفية تعامل بعض الكتل السياسية والأحزاب الممثلة في الحكومة بأعلى المستويات تفيد بأنه وكل ما إشتدت الأزمات عمد البعض على إقحام الشارع كوسيلة ضغط بإتجاه الوصول إلى تحقيق مكاسب سياسية معينة وكل يدعي عمقاً إستراتيجياً جماهيرياً يكسبه شرعية من خلال تمثيله لهذه الشريحة أو تلك غير مبالين بحراجة ما تؤول إليه الأمور وما يرافق ذلك من تدهور أمني وإتقان شعبي سياسي بين المكونات لابل حتى بين صفوف المكون الواحد وهذا ما بات يلوح بالأفق بعد إنسحاب الشيوعي من الحكومة وربما يحدد بفضح ملفات خطيرة متعلقة بمعاناة الإنسان السوداني، فبعد عام ونيف إكتشفنا أن المعلومات التي تبثه الإعلام بخصوص إزالة التمكين كاذبة، واليوم أيضاً إكتشفنا أن عدم و(جرجرة) محاكمة القابعين وراء جدران كوبر عرقلت بسبب إنتهازية اشخاص بعينهم..
*لمسـة أخـيرة*
وكأننا اليوم نعاني ولم يمض على عمر الحكومة سوى أشهر وبوادر الفشل لم تزل في طور التكوين الأولى لذا تتطلب العلاج المبكر..؟
أما المناكفات بين الساسة فالتجربة أثبتت أنها تنعكس بشكل أو بآخر على الشارع لتزيده إحتقاناً وتدهوراً، وما هذه إلا مقدمات لسيناريو جديد ستكون فاتورته باهظة الثمن، وحشد الرأي العام من خلال نظرة ضيقة وشعارات ومزايدات مفادها بأن لاوجود لكم بدوننا ونحن لكم سفينة النجاة ومع وعود بتحقيق كل الأمنيات ونبقى نعيش بدوامة إنتظار الفرج والواقع باق على ما هو عليه، فيا أيها الساسة ارحموا المسكين..
وليس هذا كل ما هناك.





