مع استمرار المعارك بين القوات الأذرية والأرمنية لليوم الخامس على التوالي وضع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شرطا لوقف إطلاق النار، فيما تحدث الرئيس الأرمني للجزيرة عن رؤيته للتهدئة.
وقد جدد الرئيس أردوغان اليوم الخميس دعمه المطلق لأذربيجان في معاركها مع أرمينيا في أقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه.
وقال الرئيس التركي إن وقف إطلاق النار في الإقليم لن يكون ممكنا ما لم تنسحب القوات الأرمنية من المنطقة الانفصالية وغيرها من الأراضي الأذربيجانية.
وقال أردوغان في خطاب متلفز “يعتمد التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في هذه المنطقة على انسحاب الأرمن من كل شبر من الأراضي الأذربيجانية”.
واعتبر الرئيس التركي أنه من غير المقبول اشتراك الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا في جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار “بالنظر إلى تجاهل تلك الدول المشكلات هناك لنحو 30 عاما”.
وقال “أرمينيا احتلت قره باغ، وارتكبت مجازر بحق المدنيين، والذين تصرفوا كعمي وصم وبكم أمام ما يحدث يظهرون نفس الموقف اليوم، وهذا تعامل بوجهين”.
وأضاف “كلمات الأطراف التي تتفرج على المحتلين بصمت وتقوم بتجريم من يدافع عن وطنه ومن يدعمه في هذا الطريق لا قيمة لها بالنسبة إلينا، سنواصل دعم أشقائنا الأذربيجانيين بكل إمكاناتنا انطلاقا من مبدأ شعب واحد في دولتين”.
وكرر أردوغان في خطاب أمام البرلمان التركي أن على أرمينيا الانسحاب من الإقليم، ليتسنى تحقيق سلام دائم في المنطقة.
وفور انتهاء خطاب أرودغان أصدرت الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا بيانا تطالب فيه بوقف فوري لإطلاق النار بين أذربيجان والقوات الأرمنية.
وقالت الخارجية الروسية “التصريحات العدوانية لطرف ثالث بشأن قره باغ غير بناءة وغير مسؤولة وتزعزع الوضع في القوقاز”.
يشار إلى أن فرنسا وروسيا والولايات المتحدة أعضاء في مجموعة مينسك التي تشكلت عام 1992، للتوسط في إيجاد حل سلمي لأزمة إقليم ناغورني قره باغ.
من جهته، قال رئيس أرمينيا للجزيرة إنه “لا يمكن للمجتمع الدولي أن ينظر للأمر إلا كتطهير عرقي، ولن نسمح بإبادة جماعية ثانية بحقنا”. وأضاف “مستعدون لقبول الوساطة الروسية للحوار مع أذربيجان”.
وشدد الرئيس الأرمني على أن بلاده لا تريد تصعيد الصراع، وحذر “من تحول القوقاز إلى سوريا أخرى”.
واعترف بأن هناك عددا من المتطوعين الأرمن قدموا من الخارج للقتال إلى جانب القوات الأرمنية في النزاع مع أذربيجان. وأضاف “من حق أي أرمني أن يقاتل إلى جانب أرمينيا في نزاعها مع أذربيجان، وهذا أمر طبيعي”.
واتهم تركيا بالتدخل بشكل مباشر في القتال إلى جانب أذربيجان “عبر مقاتلين وطائرات مسيرة”.
ولليوم الخامس على التوالي تتواصل الاشتباكات في إقليم ناغورني قره باغ بين الجيشين الأذربيجاني والأرمني على عدة محاور شمالا وجنوبا.
وأكدت مصادر عسكرية أذربيجانية للجزيرة أن قواتها حققت تقدما كبيرا على جبهة فوزولي، وألحقت خسائر كبيرة في صفوف القوات الأرمنية على جبهة غوران بوي.
كما نفت وزارة الدفاع الأذربيجانية إسقاط القوات الأرمنية طائرة لها.
ونشرت وزارة الدفاع الأذربيجانية مقاطع مصورة تظهر قصفا بطائرة مسيرة لآليات وقوافل عسكرية قالت إنها أرمنية وكانت متوجهة لجبهات القتال.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الأرمنية إن الوضع على جبهات القتال مع الجانب الأذربيجاني ما زال متوترا، وإن معارك الليلة الماضية شهدت قصفا متبادلا باستخدام المدفعية الثقيلة والصواريخ.
وقال متحدث عسكري أرمني إن الجبهة الجنوبية المتاخمة لحدود إيران تشهد معارك عنيفة بين القوات الأرمنية والقوات الأذربيجانية.
وأكدت وزارة الدفاع الأرمنية احتدام المعارك مع الجيش الأذربيجاني على مختلف خطوط الجبهة.
وبالتزامن مع استمرار المعارك، تعقد في بروكسل اليوم وغدا قمة استثنائية لقادة الاتحاد الأوروبي، لبحث التوتر في شرقي المتوسط والعلاقات مع تركيا.
وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إن الهدف هو تهيئة مساحة للحوار البناء مع تركيا لتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة، مؤكدا أن ذلك لن يتحقق إلا إذا شاركت تركيا بشكل بناء.
وأضاف ميشال أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة للدفاع عن المصالح المشروعة للاتحاد الأوروبي.
واستبعدت مصادر حكومية ألمانية أن تتضمن القمة خططا لفرض عقوبات على أنقرة، كما أكد مسؤولون أوروبيون أن مسألة العقوبات لا تحظى بالإجماع داخل الاتحاد الأوروبي.