(فيديو) متداول خلال الأيام الماضية لسيدة سودانية في العقد السادس من عمرها تظهر على ملامحها كل مظاهر البؤس والفقر والحوجة ، تلك الحاجة اسمها (قسمة إبراهيم فضل الله) .
السيدة تحدثت أنها والدة الشهيد مقدم جيش مظلي (محمد عطية آدم) و الذي استشهد في العام (٢٠٠٤م) ، وأنه وعقب استشهاده قامت الوزارة بمنحها كشك لتستطيع تربية أبنائها من خلاله ، الكشك يقع في منطقة موقف مايو سوق الكلاكلة اللفة شرق حوش الضرائب ،
الحاجة قسمة جاءها أمر بالإزالة ولما جاء وقت التنفيذ تحدثت لمسؤول الإزالة بالمحلية قائلة (الكشك ده حق شهيد و مكتوب عليهو اسمه ويوجد شارع في أبو آدم المنور أيضاً بأسمه) ، رد عليها المسؤول (الشهيد ده شهيد الثورة و لا شهيد قديم) ، قالت له (ده شهيد قديم شهيد جيش مقدم مظلي ٢٠٠٤م) ، قال لها: (لو ده كان شهيد الثورة ده كان حقنا ، لكن ده شهيد قديم الله يرحمه) .
ثم واصل (يلا كسروا .. كسروا لو عندها لحمة برضو كسروها ليها) ، وعلى إثر ذلك تم التكسير و تركت المرأة الستينية والدة الشهيد على قارعة الطريق دون مصدر رزق ودون ذرة خجل في وجوه أولئك الرجال .
الآن حسناً.. من ياترى ذاك العبقري الذي أخضع الشهداء لفحوصات تحدد درجة استشهادهم و نوعها و قيمتها ليتم تصنيفهم على ضوءها ، من يحق له تحديد أنواع الشهداء ، ومن يقسمهم هذا يستحق وذلك لا يستحق ..؟.
و منذ متى صار بين الشهداء خيار و فقوس ، ومن في الأساس الذي أدخل هذه الثقافة و هذه الأفكار وهذا التقسيم الغريب ، الذي يندرج تحته الشهداء فيصبح هذا شهيد (VIP) و هذا شهيد فرز ثاني و هذا شهيد نص كم .
إننا نقولها على مسؤول المحلية هذا و من شابهه أن يعلم جيداً أن شهداء القوات المسلحة هم خط أحمر لنا مثلهم مثل كل الشهداء الذين قدموا حياتهم من أجل وطن حر معافى ، وأننا نرفع القبعات لكل شهيد في القوات المسلحة مثلما نرفعها تماماً لكل الشهداء في كل الحقب التي مرت على السودان .
نختلف مع الجيش السوداني و ننتقد الأداء و نهاجم القيادات بل ويصل الأمر بيننا إلى سوح المحاكم ولكن تبقى الثوابت والخطوط الحمراء غير قابلة للتلوين أو التزييف أو التشويه أو المحاباة .
من حق المحلية أن تقوم بتوسعة الشوارع وأعمال الإزالة لكن أيضاً من حق حاجة قسمة إيجاد البديل المناسب لها وعدم تجريحها بإحتقار و تسفيه شهادة إبنها ، فشهادة إبنها قلادة على صدرها و دين في أعناقنا.
خارج السور :
الفريق البرهان أنصف والدة هذا الشهيد وأعيدوا لها كرامتها و أنصفوا دماء إبنها الشهيد و حقه في حفظ كرامة أمه.
? إشترك بقروبات #رؤى_نيــوز علي الواتساب
? إشترك بقروبات #رؤى_نيــوز علي التلغرام
? شارك الخبر عبر :