يسدل اليوم الثلاثاء، الستار على موسم انتخابي هو الأكثر صخباً في تاريخ الولايات المتحدة، ووسط تباين في استطلاعات الرأي
يتطلع مئات الملايين داخل وخارج الولايات المتحدة لمعرفة رئيس البيت الأبيض في السنوات الأربع المقبلة.هل سيكون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ام منافسه الديموقراطي جو بايدن ويعد اليوم الثلاثاء رسميًا يوم الانتخابات ولكنه في الواقع يمثل تتويجًا لشهر انتخابي طويل. ومع التوسع الهائل للتصويت عبر البريد على سبيل الوقاية من جائحة كوفيد-19، تشير التقديرات إلى أن أكثر من 95 مليون شخص قد أدلوا بأصواتهم بالفعل، ما يسلط الضوء على أن الانتخابات تحولت استفتاء على الولاية الأولى للجمهوري الذي حطم الأعراف التقليدية.
وأظهرت استطلاعات الرأي أن المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية جو بايدن لا يزال يحتفظ بتقدم قوي على خصمه دونالد ترامب على الصعيد الوطني، وذلك قبل يومين فقط على موعد الاقتراع. وعلى الرغم من ذلك، يحافظ الرئيس الجمهوري على قدرته التنافسية في الولايات “المتأرجحة” التي يمكن أن تحسم السباق نحو البيت الأبيض.
وفي عشية الانتخابات الرئاسية، كذب دونالد ترامب الإثنين، استطلاعات الرأي التي تتوقع فوز منافسه الديموقراطي في حين حث جو بايدن الأمريكيين على إنهاء “الفوضى” التي شهدتها السنوات الأربع الماضية.وقال بايدن خلال تجمع الاثنين في أوهايو “شبعنا من الفوضى. شبعنا من التغريدات، من الغضب، من الكراهية، من الفشل وانعدام المسؤولية”، مضيفا “حان الوقت ليحزم دونالد ترامب حقائبه ويعود الى منزله.
وتجري انتخابات هذا العام في انقسام غير مسبوق وسط المواطنين الامريكان بسبب العرق والدين والاقتصاد الا ان جائحة كرونا ظلت الاهتمام الاول بالنسبة للناخبين وفي وسط هذا الانقسام ظل ترامب يدعي لأشهر أن التصويت عبر البريد سيؤدي إلى تزوير جماعي، لكنه كثف هجومه في الأيام الأخيرة من خلال قوله إنه سيضغط من أجل استبعاد الأصوات التي تصل بعد يوم الثلاثاء – وهي ممارسة قانونية في الواقع في العديد من الولايات الرئيسية، بشرط أن تكون بطاقات الاقتراع قد ختمت في الوقت المناسب.
جنبًا لمحاولات ترمب استصدار قرار قضائي لحذف أكثر من 100 ألف صوت في تكساس وغيره من الإجراءات القانونية العدائية، يثير رفض ترامب قواعد الانتخابات مخاوف من أن يحاول إعلان فوزه مبكراً أو يرفض الإقرار بالهزيمة. وأفاد موقع أكسيوس الإخباري الأحد أن ترامب أبلغ المقربين منه أنه سيعلن فوزه على الفور إذا بدا أنه يتقدم. وإن كان ترامب يصف الاستطلاعات بأنها “كاذبة” فقد كرر حجته بأنه “لا أعتقد أن من العدل أن نضطر إلى الانتظار لفترة طويلة بعد الانتخابات”
ولاول مرة في تاريخ الانتخابات الامريكية تكون هناك مخاوف من العنف والفوضي حيث أغلقت الشركات واجهاتها تحسباً لاندلاع اضطرابات وأفادت قنوات تلفزيونية أنه جرى التخطيط لوضع سياج جديد “لا يمكن تسلقه” حول البيت الأبيض المحاط بطبقات متزايدة من التحصينات منذ احتجاجات الصيف المناهضة للعنصرية. وفيما حذرت إدارة ترامب من تسبب المتطرفين اليساريين في إحداث الفوضى، قام أنصار الرئيس باستعراض قوة وقادوا قوافل من شاحنات البيك أب المزينة بالأعلام وأغلقوا العديد من الطرق في جميع أنحاء البلاد.
وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي إنه يحقق في حادثة وقعت في تكساس حيث طوق أنصار ترامب بشاحناتهم الصغيرة حافلة حملة بايدن بينما كانت على طريق سريع.
من جانبه، دعا رئيس بلدية فيلادلفيا الديموقراطي جيم كيني إلى الصبر والهدوء عشية الانتخابات. وطمأن جيم كيني الناخبين إلى أن الانتخابات ستكون حرة ونزيهة على الرغم من ادعاءات ترامب باحتمال حدوث تزوير في ولاية بنسلفانيا التي فاز بها بأغلبية 44 ألف صوت فقط في عام 2016.mail icon
و تستعدّ القنوات التلفزيونية الأميركية لليلة انتخابية غير مسبوقة وطويلة على الأرجح في الثالث من الثاني/نوفمبر، ستكون معقّدة بسبب حجم التصويت عبر البريد وانعدام الثقة المتزايد بوسائل الإعلام، مع خطر الإعلان المبكر عن اسم الفائز.
ويخيّم شبح السابع من نوفمبر 2000 على القنوات التلفزيونية في الولايات المتحدة وكذلك التحوّل المفاجئ الذي كان لا بد من القيام به بعد إعلان بشكل سابق لأوانه فوز الديمقراطي آل غور في ولاية فلوريدا الحاسمة. وشكل الأمر نقطة سوداء بالنسبة لمصدقية وسائل الأعلام.
وكما يحدث في كل انتخابات، سيكون الضغط على “مكاتب القرار”، وهي فرق مؤلفة من إحصائيين ومحللين تجمعهم كل قناة للقيام بالتقديرات وتوقع النتائج.
ولطالما ارتكزت هذه الفرق بشكل أساسي على استطلاعات الرأي لدى خروج الناخبين من مراكز الاقتراع لتوقع الفائز بشكل موثوق.
لكن أستاذ العلوم السياسية كوستاس بانايوبولوس الذي يعمل مع فرق قناة “إن بي سي” يقول إن “هذا لم يعد الحال” في الوقت الراهن. إذ وبحسب غالبية التقديرات، فإن ما لا يقلّ عن نصف الناخبين صوّتوا قبل يوم الانتخابات، مقابل 14% تقريباً عام 2000.
شارك هذا الخبر على