تتابع حركة جيش تحرير السودان بارتياح بالغ عودة التيار الكهربائي والخدمات الأساسية إلى ولاية شمال دارفور، وبالأخص مدينة الفاشر. فالكهرباء ليست مجرد خدمة، بل هي شريان حياة تتفرع منه بقية الخدمات الحيوية، من مياه الشرب إلى المستشفيات والمرافق الصحية والمدارس والأسواق ووسائل الاتصالات. ومع عودتها، تبدأ ملامح الاستقرار في الظهور، وتعود الثقة تدريجيًا إلى نفوس المواطنين بأن الحياة يمكن أن تستأنف من جديد رغم التحديات والصعاب.
لقد عانت ولاية شمال دارفور، كغيرها من ولايات السودان، من آثار الحرب التي طالت الإنسان قبل المكان، وأجبرت الآلاف من الأسر على النزوح داخل الولاية أو اللجوء خارجها، تاركين خلفهم منازلهم ومصادر رزقهم وذكرياتهم. لقد خرج المواطنون جراء ويلات الحرب التي أشعلتها الحركة الإسلامية من أجل العودة إلى السلطة، وهو ما تسبب في معاناة كبيرة وحرمانهم من أبسط حقوقهم في الأمن والحياة الكريمة.
إن حركة جيش تحرير السودان تؤكد أن الأمل معقود اليوم على أن تكون عودة الكهرباء والخدمات مقدمة حقيقية لعودة شاملة للحياة الطبيعية، وتهيئة البيئة المناسبة لعودة كل النازحين واللاجئين إلى ديارهم بكرامة وأمان. وتدعو الحركة وتشجع جميع النازحين واللاجئين على العودة، وتبشر جميع المواطنين بأن حكومة السلام والوحدة ستكون أفضل حكومة تمر على السودانين، لأنها تسعى لبناء سودان القومية، سودان العدالة، سودان الحرية، وسودان الديمقراطية.
كما نغتنم هذه المناسبة لنرفع الرحمة والمغفرة لشهدائنا الأبطال، ونتمنى عاجل الشفاء للجرحى، سائلين الله أن يعيد لهم السلامة ويثبت صمودهم.
وتتقدم الحركة بخالص الشكر والتقدير لكل الفرق والكوادر التي عملت بجد وإخلاص لإعادة تشغيل المرافق الخدمية، من مهندسين وفنيين وعمال، إضافة إلى القوات الأمنية التي ساهمت في بسط الأمن وحماية المنشآت وضمان استمرارية تقديم الخدمات للمواطنين. لقد أثبت هؤلاء أن الإرادة الوطنية قادرة على الانتصار على التحديات، وأن العمل في أصعب الظروف يصنع الفارق.
كما تعبر الحركة عن شكرها لحكومة السلام والوحدة على دعمها لاستقرار ولاية شمال دارفور، والعمل على إعادة الخدمات وتعزيز الأمن، وهي خطوات نأمل أن تتواصل وتتوسع لتشمل كل محليات الولاية، بل وكل ولايات السودان المتأثرة بالحرب.
إن استقرار شمال دارفور ليس مكسبًا لأهلها وحدهم، بل هو ركيزة أساسية لاستقرار دارفور والسودان عمومًا. ومن هنا، فإن المطلوب في المرحلة القادمة هو البناء على ما تحقق، وتسريع وتيرة إعادة الإعمار، ودعم المصالحة المجتمعية، ورتق النسيج الاجتماعي، حتى تعود الفاشر وكل مدن وقرى الولاية رمزًا للتعايش والصمود والحياة.
ختامًا، تبقى عودة الخدمات إلى الفاشر خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنها تحتاج إلى حماية واستدامة، وإلى رؤية شاملة تضع المواطن في صدارة الأولويات، وتؤسس لسلام حقيقي يعيد للسودانيين حقهم في الأمن والاستقرار والعيش الكريم.
صدام عبدالعزيز زكريا
الأمين العام لحركة جيش تحرير السودان





