خرج السفير محمد بلعيش، مبعوث الاتحاد الأفريقي، بتصريحات مريبة في بورتسودان عقب لقائه قائد جيش جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، حيث عبّر عن امتنانه وتمنياته ومشاعر الود والتقدير لهؤلاء المجرمين بالسداد في العام الجديد القادم.
وفي ذات الوقت، عبّر عن إدانته لقوات الدعم السريع لأفعالها الممنهجة – حسب تعبيره – بأشد العبارات، وأن مرتكبيها سيجدون أشد العقاب، كما رحّب بمناقشة خارطة طريق الجيش المجرم و«قيادته الرشيدة» – على حد تعبيره – التي قُدمت في فبراير الماضي، وعبّر عن رفضه التام لأي هياكل موازية – كما قال – في السودان.
إن خطورة مثل هذه التصريحات الصادرة من مسؤول في الاتحاد الأفريقي تكمن في أنها ترسل رسالة واضحة للجيش الأخواني الذي يسعى إلى شرعنته، مفادها الاستمرار في الحرب لتحقيق ما لم يستطع تحقيقه عبر الانقلاب الذي خرج السودانيين ضده ورفضوا منحه أي شرعية، مما قاد الأخوان المسلمين إلى إشعال هذه الحرب.
إن تصريحات السيد محمد بلعيش، ومن خلفه السيد محمود علي يوسف، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، التي تُظهر هذا الانحياز الفاضح للجيش المجرم وتجافي الحياد، ليست الأولى، وقد نبّهنا إلى ذلك سابقاً في بيان سابق.
نحن نراقب تحركات الاتحاد الأفريقي ممثّلاً في رئيس مفوضيته ومبعوثه إلى السودان، ونعرف ارتباطهما بجيش جماعة الأخوان المسلمين الإرهابية، لذلك نؤكد أن دور الاتحاد الأفريقي في إحلال السلام في السودان سيكون سلبياً في ظل هذه المواقف المعلنة، لافتقاده الحياد وانحيازه الواضح للطرف الذي يرفض السلام والهدن الإنسانية، ويستهدف المساعدات الإنسانية والمعابر المخصصة لها، ويقتل المدنيين على أساس التنميط الاجتماعي.
وعليه، ندعو الإخوة والأصدقاء الأفارقة في القارة إلى الانتباه لهذه المواقف التي تضرب مواثيق وعهود هذه المؤسسة العريقة، كما ندعو المجتمع الدولي إلى إلزام هذه المؤسسات بالحياد والنزاهة.
د. علاء الدين عوض نقد
الناطق الرسمي لتحالف السودان التأسيسي (تأسيس)
السبت 20 ديسمبر 2025





